دمشق-سانا
الموهبة والشغف في حرفة ضياء الدين بركات كانا أقوى من خسارات الحرب حيث استطاع أن ينقش فنه وإبداعه بزخارف شرقية زينت بيوتا سورية واقتناها كثيرون في دول عربية وأجنبية لتميزها بالجمالية والإتقان.
الخطوط البسيطة أولى الأشكال التي تجسدت فيها موهبة ضياء في طفولته ولاقت استحسان واهتمام مدرسيه حيث شارك بالعديد من المعارض خلال مراحل دراسته وبعد حصوله على الشهادة الثانوية العامة تقدم إلى كلية الفنون الجميلة ونجح في امتحان القبول بعلامة ممتازة إلا أنه رفض بسبب تحديد عدد المنتسبين للكلية ما ولد لديه الرغبة في إثبات نفسه مع مزيد من التحدي لتكون له بصمته الخاصة في عالم الديكور وخاصة الزخرفة النباتية الشرقية والمعروفة في دمشق بـ حرفة العجمي التي أدخلها على الجدران والأبواب والأثاث.
أخذت منمنمات وزخارف ضياء طابعا شرقيا يعتمد على التفاصيل والجزئيات إذ يعتبر أن “هناك رابطا نفسيا قويا بينه وبين لوحاته وأعماله يظهر في اختيار الالوان التي غالبا ما تكون فضية أو ذهبية” موضحا أن الخشب مادتها الأساسية.
استطاع ضياء بالعمل والمثابرة أن يتغلب على الصعوبات التي واجهته في تأسيس مشروعه الخاص وخاصة الأوضاع المادية حيث يقول في حديث لـ سانا “هدفي التركيز على مستوى الدقة والتقنية ما ساعدني على وضع بصمة خاصة في هذه الحرفة وأسست لوحات مميزة تعبر عما في داخلي حيث استقيت الأفكار والألوان من خيالي وهو ما جعلها مبتكرة ومتجددة”.
وألقت الأزمة التي تعرضت لها سورية ظلالها على حرفة ضياء حيث خسر تشكيلة من أعماله وقطعه الفنية التي كان يحضرها للمشاركة في معارض قادمة كما خسر ورشته في ريف دمشق جراء الإرهاب لكنه أعاد تأهيلها من جديد ليعود وينجز قطعا جديدة يشارك فيها بمعارض محلية أو دولية.
ويرى ضياء أن الحرف السورية تحظى باستحسان شعوب العالم لكن تحتاج دائما للتعريف والإعلام لتحقق انتشارا ووصولا أكبر مؤكدا على أهمية إقامة المعارض على مستوى واسع لمشاركة أكبر عدد من الحرفيين وإنشاء مواقع حرفية في عدة مناطق ملحقة بصالات عرض هدفها تشجيع السياحة في الأيام القادمة.
لضياء أعمال عديدة في دول عربية وغربية كالكويت والأردن ولبنان وفرنسا وروسيا وغيرها.
مهران أبوفخر