الشريط الإخباري

خبير تربوي: تأخر تقبل الأهل لإعاقة طفلهم يحرمه نمط حياة أفضل

دمشق-سانا

ينتظر الأهل عادة ولادة طفلهم بفارغ الصبر ويمضون تسعة أشهر في تخيل ملامحه وشكله ونمط حياتهم الجديد لكن النهاية قد لا تكون سعيدة دائما وخاصة مع اكتشاف إصابة الطفل بإعاقة ما فتبدأ رحلة المعاناة التي يمكن اختصارها وتخفيف آثارها حسب الخبراء في حال التقبل السريع واتخاذ خطوات مبكرة.

اختصاصي علم نفس ذوي الحاجات الخاصة والأستاذ في قسم التربية الخاصة بجامعة دمشق الدكتور آذار عبد اللطيف يقول أن:”ردة الفعل الأولى للأهل عند اكتشاف إصابة طفلهم بإعاقة هي غالبا الصدمة وتمتد نحو السنة ينتقلون بعدها لمرحلة اللوم وتبادل الإتهامات حول المسؤول عن حالة الطفل لتأتي مرحلة التسوق الطبي أي الانتقال من عيادة لأخرى أملا بجواب يؤكد خلو ابنهم من أي مشكلة وصولا إلى الاقتناع بالواقع وتقبله”.

ويضيف الدكتور عبد اللطيف لـ سانا الصحية أن هذه المراحل تستغرق أحيانا 3 إلى 4 سنوات ما يعني أن الطفل خسر فرصة التشخيص والكشف المبكر وبالتالي العلاج المبكر معتبرا أن تقبل الواقع سريعا والبدء بتدبير حالة الطفل يضمان نمط حياة أفضل له ولأسرته.

ويشير الاختصاصي إلى أن الاعاقة قد تحدث في المرحلة الجنينية نتيجة عوامل وراثية وزواج الأقارب وغياب الرعاية الصحية للأم أثناء الحمل وتناولها أدوية دون استشارة طبية أو تعرضها للأشعة السينية ويمكن حدوثها أثناء الولادة نتيجة نقص الأكسجة مثلا أو بعدها بسبب إصابة الطفل بحرارة عالية أو سقوطه خاصة على الرأس.

وبعيدا عن الأسباب ومرحلة الإصابة فإن العلاج في هذه الحالات يكون ضمن شقين دوائي ونفسي تربوي يتوفر في سورية عبر وزارة الصحة ومراكز خاصة وجمعيات ومنظمات أهلية منها جمعية الرازي الخيرية التي تهتم منذ عام 2008 بشوءون الأطفال ذوي الإعاقة ورافقت حتى اليوم نحو 160 طفلا في رحلة العلاج.

وتبدأ الرحلة حسب الدكتور عبد اللطيف رئيس قسم التأهيل التربوي بالجمعية عبر استقبال الطفل وتقييم حالته في العيادة العصبية ثم القسم التربوي حيث يخضع لعدة اختبارات أبرزها اختبار الذكاء فإذا كان متوسطا يحول لشعبة صعوبات التعلم وأقل من متوسط إلى شعبة التدخل المبكر أما في حال كانت مشكلات سلوكية فقط كفرط النشاط وقضم الاظافر والعدوانية يحول إلى الشعبة السلوكية وعند وجود مشكلات نطق ينتسب لشعبة النطق.

ويبين أستاذ التربية الخاصة أن لكل شعبة اختبارات توضع على أساسها خطة علاج تناسب حالة الطفل ويتم التواصل مع الأهل لتدريبهم على آليات التعامل معه.
وجمعية الرازي نجحت في تجربة الدمج عبر مدرسة سليمان الحلبي بدمشق بالتعاون مع مديرية التربية حيث تشرف على أطفال يعانون صعوبات التعلم ويقول الدكتور عبد اللطيف نضع خطة تناسب قدرات الطفل العقلية وحالته و استطعنا مساعدة الكثير من الأطفال للوصول إلى مرحلة القراءة وحل بعض التمارين الرياضية كالجمع والضرب.
ويأمل الأستاذ الجامعي في ختام حديثه ايجاد نقابة خاصة بالمعوقين تدافع عن حقوقهم وفق معايير عالمية.
وحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة يتعايش نحو مليار شخص مع شكل من أشكال الإعاقة أو ما نسبته 15 بالمئة من سكان العالم وتشمل هذه الحالات العجز البدني أو الحسي والقصور الفكري والمرض العقلي.

دينا سلامة