اللاذقية-سانا
تعمل جمعية التوحد في اللاذقية من خلال الملتقيات العلمية التي تقيمها بشكل دوري على تسليط الضوء على آخر المستجدات العلمية والبحثية المتعلقة بالتوحد والإعاقة الذهنية ولا سيما ان القائمين عليه حاولوا أن يشمل مختلف القطاعات العاملة في هذا المجال حكوميا وأهليا.
ويتوجه ملتقى التوحد الذي تقيمه الجمعية سنويا وفق جبران خوندة المدير التنفيذي للجمعية الى كل المهتمين من أطباء واختصاصيين اضافة الى غير الاختصاصيين الذين لديهم حالات تعاني اضطراب التوحد في أسرتهم بهدف زيادة الوعي والمعرفة وتبادل الخبرات العلمية والعملية بين المشاركين.
وأشار إلى “أن ملتقى هذا العام حمل عنوان ملتقى التوحد يوحدنا على اعتبار أننا معا مرة جديدة متحدين جميع الظروف الصعبة خلال الأزمة فنحن جميعا مستمرون بالعمل لأننا نمتلك إرادة الحياة ونرغب بالعطاء كل في مجاله” لافتا إلى أن الملتقى يضم مشاركين من عدة محافظات.
ويتميز الملتقى بمشاركة جهات حكومية لها علاقة بالدمج بالإضافة إلى مشاركة أطفال الجمعية في تقديم عدة فقرات وعروض مباشرة أمام الجمهور ما يعد خطوة جديدة تظهر تقدمهم وقدراتهم.
وأكد خوندة على أهمية تأهيل المزيد من الكوادر المتدربة المتخصصة بالتعامل مع حالات اضطراب التوحد وضرورة إدراج العديد من الأنشطة التي تستهدف المجتمع وتعرف بنشاطات جمعية التوحد بشكل أكبر وأوسع موضحا أن خطوة الجمعية القادمة بعد الملتقى ستكون في التحضير والإعداد لإطلاق أسبوع سينمائي في اللاذقية تنظمه جمعية التوحد ويعرض أفلاما ترفيهية منوعة إلى جانب الأفلام المتخصصة باضطراب التوحد.
من جهتها قالت دينا شباط مديرة الشؤون الاجتماعية في اللاذقية “ان إنجاز الملتقى بالتعاون بين جمعية التوحد ونقابة الأطباء في اللاذقية يدل على تفعيل مفهوم التشبيك بين مختلف الجهات التي تعمل في مجالات متشابهة ولا سيما أن مرض التوحد يحتاج رقابة نفسية وجسدية” مشيرة إلى أن الجمعية تحضر لمسير جماهيري قريب سيساهم في نشر التوعية تجاه مرض التوحد وعمل الجمعية في الوقت ذاته.
توكد مديرة الشؤون الاجتماعية أن دعم الجمعيات الأهلية يعتبر واحدا من واجبات مديرية الشؤون الاجتماعية التي تأخذ دورها في التنسيق بين الجمعيات والجهات المختلفة لافتة إلى أن جمعية التوحد قد أدرجت على قائمة التعاون الدولية من خلال مشروع قائم مع منظمة اليونيسيف يعمل على إقامة نقاط طبية في منطقتين مختلفتين في محافظة اللاذقية.
بدوره لفت وليد عيسى شدود استشاري علم نفس الى أهمية الدور الذي يجب أن تلعبه مديريات التربية في المحافظات بالتنسيق مع الجمعيات العاملة في مجال التوحد لرفع ثقافة المجتمع وتأهيل الأطفال ليصبحوا قادرين على الاندماج ضمن الصفوف المدرسية بشكل أفضل ففي علم التأهيل هناك معايير لقبول الأطفال المصابين باضطراب التوحد الذين يحتاجون لعامين من التأهيل قبل دخول المدرسة وهنا يأتي دور الجمعيات لتقوم بهذه المهمة ليكون الطفل قادرا على الاندماج سلوكيا وتفاعليا.
وتناولت محاضرات الملتقى جوانب علمية واجتماعية متعلقة بمرض التوحد حيث تحدث الدكتور مازن حيدر أمين سر الرابطة السورية للأطباء النفسيين عن تعديل معايير تشخيص التوحد التي ظهرت حديثا في أميركا معرفا بالتصنيف الخامس للأمراض النفسية الذي يحاول الأطباء اعتماده بدلا من التصنيف الرابع الذي كان معتمدا مسبقا مؤكدا أهمية اعتماد التصنيفات العالمية والاطلاع على الدراسات التي تم إنجازها في مراكز العلاج والتي يتم العمل عليها حاليا ولا سيما في مركز أبحاث شمال كاليفورنيا حيث يعمل الخبراء على دراسة جديدة تعطي أملا بإيجاد دواء لاضطراب التوحد.
أما الدكتور سلميان كاسوحة اختصاصي نفسي من جامعة دمشق فأوضح في محاضرته المفهوم النفسي والاجتماعي في عملية إنتاج الإعاقة مشيرا الى التصنيف الدولي للوظائف الذي يركز على المصاب بالتوحد وما يمتلكه من مقدرات يمكن تنميتها بالإضافة لاستعراضه مفهوم الدمج والمشاركة الاجتماعية وكيفية توفير فرصة للأشخاص المصابين بالتوحد ليكونوا فاعلين في المجتمع وحقوقهم محفوظة وهذه الامور لن تحصل دون تغيير نظرة المجتمع تجاههم ومساعدة الأهل ليتكيفوا مع حالة طفلهم أي أن المسألة تحتاج تعاونا مجتمعيا كاملا.
وضم الملتقى معرضا متخصصا بالمشغولات اليدوية التي أنجزها الأطفال المنتسبون لجمعية التوحد والبالغ عددهم أكثر من 38 طفلا وطفلة لدى كل منهم برنامج تربوي فردي يراعي نقاط القوة والضعف لكل منهم حيث تشرح ريم نجيب مدرسة تربية خاصة بجمعية التوحد التحضيرات المتخذة لإنجاز المعرض بكل تفاصيله.
وقالت “نركز في التعاطي مع الأطفال على تفعيل الاستقلال لديهم والتواصل الاجتماعي الصحيح ونأخذ الوقت الكافي لتأهيل كل طفل وتطبيق البرامج الخاصة بهم في الصفوف وقسم التواصل الذي يندرج ضمنه برنامج المساندة وتندرج القطع المقدمة في المعرض ضمن صف التأهيل المهني الذي يتم العمل به طوال العام لإنتاج قطع يدوية تحتاج بعض الحركات الدقيقة لتجاوز صعوبة حركة اليدين لدى الأطفال الذين نجد لديهم تفاعلا كبيرا وحماسا ملموسا لإنجاز الإكسسوارات والمشغولات اليدوية التي يعتمد أغلبها على إعادة التدوير للاستفادة من كل تفصيل يمكن أن نوظفه فنيا لخدمة الأطفال والتسويق لمشغولاتهم التي عملوا على انجاز قسم كبير منها خصيصا للمعرض وهذا ان دل على شيء فهو تقدمهم الكبير في المجالين النفسي والمهني”.
وانطلقت جمعية التوحد في اللاذقية عام 2006 وتهدف إلى التعريف باضطراب التوحد وتأمين الرعاية التربوية والصحية والاجتماعية للمصابين به وتصميم برامج تربوية لكل طفل في المركز والعمل على تطبيق هذه البرامج بالتعاون مع الأسرة بالإضافة للتعريف بمرض التوحد ونشر التوعية حوله اجتماعيا.
ياسمين كروم