الشريط الإخباري

فريق الدعم النفسي بطرطوس يعمم ثقافة الفرح بمراكز الإيواء

طرطوس-سانا

يقوم فريق الدعم النفسي الاجتماعي في محافظة طرطوس بجهود حثيثة لوضع تصور استراتيجي لمستلزمات العمل لبناء أجيال صاعدة ويستهدف بشكل رئيسي الأطفال الذين تضرروا جراء الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية.

وتأتي نشاطات فريق الدعم ضمن زيارات وجولات تستهدف الموجودين في مراكز الإيواء البالغ عددها 22 مركزا متوزعة في محافظة طرطوس كما يقوم الفريق بورشات عمل متنوعة تعمل على مساعدة الأطفال على تخطي مشاكلهم النفسية التي يعانون منها من خلال إدخال ثقافة الفرح والحياة بدلا من العنف الذي زرعه الإرهابيون في نفوسهم.1

وتقول علا حسامو أحد أعضاء الفريق المختصة في مجال المسرح التفاعلي “إن إحدى المهمات التي تقع على عاتق الفريق مساعدة الأطفال على اكتشاف انفسهم من خلال تعزيز قدراتهم ومواهبهم وملء أوقات فراغهم بنشاطات يحبونها إضافة إلى التقرب منهم للغوص في أعماقهم لتخليصهم من الفوضى التي يعيشونها” مؤكدة أن المرحلة الحالية تحتاج الى تطوير عمل الفريق من حيث طريقة التعامل مع هؤلاء الأطفال.
وأوضحت حسامو أن إحدى المشاكل الأساسية التي يتعرض لها الفريق تتمثل بالعادات والتقاليد التي تفرض بعض القيود لافتة الى أنه عندما يطلب من الأطفال ان يرسموا أو يتحدثوا عن أحلى مكان بنظرهم يرسمون بيتهم وأصدقاءهم ومدرستهم.

وأشار طلال الحلبي مخرج مسرحي أكاديمي إلى أن نشاطات الفريق تتضمن برامج ترفيهية وحوارية تساعد الأطفال على البوح بمشاكلهم متمنيا ان يشمل برنامج الدعم الأسر كافة في مراكز الإيواء وليس فقط التركيز على الأطفال حتى يعطي نتائج ايجابية أكبر.

ولفت الى ان انشطة الفريق حققت نتائج مرضية لدى أولياء الأمور في مراكز الإيواء وقال: “لاحظت تحسنا كبيرا ونتائج جيدة من خلال أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي في مراكز الإيواء ففي البداية كانت الأمهات ترفض التحدث مع أعضاء الفريق أما الآن فهن ينتظرن قدومنا”.

بدورها بينت نظمية اسماعيل المختصة في الأعمال اليدوية أن دورها يكمن في تعليم الفتيات الأشغال النسوية وحرفة تساعدهم على تأمين دخل لهم مؤكدة ان الأشغال اليدوية أفضل طريقة لمساعدة الأطفال على التعامل مع المشاكل التي تواجههم يوميا مشيرة الى أن فريق الدعم النفسي والاجتماعي يقدم خدمات للوافدين على اختلاف فئاتهم العمرية ما يساعدهم على التكيف السليم مع الظروف الجديدة.

بينما أوضحت منال ظلاط المختصة في الرسم أن الرسم يكتشف الخفايا النفسية ومن اللون الذي يستخدمه الأطفال واليافعون نستطيع اكتشاف ما يدور في خلدهم وقالت “نسعى من خلال أنشطة الرسم لإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال من خلال اختيار الألوان الفاتحة وزرع الثقة في نفوسهم وإشعارهم بأن هناك من يقف إلى جانبهم ويريد السعادة لهم”.1

وأشارت إلى “أهمية عمل فريق الدعم النفسي في المرحلة الحالية ودعمه للاستمرار في المستقبل لأن الأهم ما بعد الأزمة وليس الآن فقد أصبح لدينا مشكلة أساسية وهي أزمة نفوس بحاجة إلى معالجتها”.

وذكرت روجيه إبراهيم مدربة الأعمال اليدوية “أن الصعوبات التي عاناها المشروع في بدايته تمثلت بالبيئات المختلفة التي جاء منها هؤلاء الأطفال” لكنها أشارت الى أنه مع الاستمرارية في العمل والتواصل تم كسر حاجز الخوف الذي كان يسيطر على بعض الأطفال في مراكز الايواء وتعليم الفتيات مهنا تفتح لهم باب
رزق في المستقبل.

وقالت.. “رسالتنا كفريق تكمن بأن مهمتنا إنسانية واجتماعية ولكنها بحاجة الى دعم من قبل الجهات المعنية لتطوير هذا المشروع الإنساني المتكامل”.

وتقول احدى المشاركات في ورشات العمل رويدا كنارجي 14 عاما من حلب إنها غادرت منذ سنتين مع والدتها وأخوتها الستة منزلهم في حلب بسبب أعمال المجموعات الإرهابية وهي تقيم مع عائلتها في أحد مراكز الإيواء بطرطوس.

وتضيف “استطعنا ان نكون علاقات مع المقيمين في المركز فقد جمعت بيننا الظروف وأصبحت لدينا صداقات وشعرنا بالطمأنينة والأمان الذي نريده”.

وقالت: “أعيش اللحظة ولا أريد ان أفكر في المستقبل وعلى الرغم من كافة الصعوبات التي مررت بها فإنني سعيدة هنا”.

بينما تفكر حلا حلبي دائما بالعودة إلى منزلها ومدرستها فسعادتها لن تكتمل إلا بالرجوع إلى بيتها واللعب مع أصدقائها في حديقة منزلها مشيرة إلى “أنها تشارك في ورشات العمل التي تملأ وقت فراغها بأشياء مفيدة تساعدها على بناء شخصيتها بجهود فريق الدعم الذي أصبح كأفراد عائلتها”.

ديمة الشيخ