الشريط الإخباري

أطفال الغوطة الشرقية يتجاوزون مخاوفهم… وفرق الصحة والهلال الأحمر تواصل الدعم النفسي

دمشق-سانا

يركب جواد (9 سنوات) دراجته ويسرع مبتعدا عن الأطفال الذين يلحقون به ويملؤون الحي بضحكاتهم التي غابت لفترة طويلة عن بلدات الغوطة الشرقية التي ذاقت مرارة الإرهاب وويلاته.

جواد الذي يقطن في بلدة زملكا مع عائلته التى اختارت البقاء بعد خروج الإرهابيين وعودة الأمن والأمان إليها يقول لـ سانا الصحية: “كنا نشعر دائما بالخوف نتيجة وجود الإرهابيين ولا نستطيع الخروج للعب أو الذهاب للمدرسة لكن اليوم أصبحنا بأمان وأستطيع اللعب قدر ما أشاء مع أصدقائي وأخوتي الثلاثة وهو ما يشعرني بسعادة وراحة”.

وفيما تجاوز جواد القلق والحزن لا تزال ليان (5 سنوات) ترتعد خوفا بمجرد اقتراب غرباء منها فتمسك بيد أختها التي تصغرها بعام وترفض إكمال الحديث معنا.

الحالة النفسية لأهالي الغوطة الشرقية ولا سيما الأطفال شكلت موضوع اهتمام لوزارة الصحة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وعدة جمعيات أهلية عبر توفير خدمات الدعم النفسي والصحة النفسية في مراكز الإقامة المؤقتة التي استقبلت الأهالي وعبر العيادات المتنقلة.

مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور رمضان محفوري يوضح لنشرة سانا الصحية أن الاضطرابات النفسية سواء الشديدة أو المتوسطة أو الخفيفة تتضاعف خلال الأزمات والطوارئ وبالنسبة لأهل الغوطة فقد عانوا من الارهاب لسنوات و”من الطبيعي أن تتضاعف هذه الاضطرابات لحدها الأقصى”.

ومن خلال علاجه لعشرات الحالات في مراكز الإقامة المؤقتة يلفت الدكتور محفوري إلى أن أكثر الاضطرابات انتشارا بين البالغين هي الاكتئاب ثم الشدة النفسية يليها الفصام والصرع.

ويوضح محفوري أن الفصام والصرع لا يزدادان خلال الأزمات لكن مرضى هاتين الحالتين “لم يكونوا يتلقون العلاج خلال فترة احتجازهم من قبل الإرهابيين وبعضهم كان يتناول أدوية منتهية الصلاحية” لذلك ازداد اضطرابهم وتواتر الهجمات النفسية لديهم.

وبالنسبة للأطفال يشير الدكتور محفوري إلى أن بعضهم يعاني من السلس البولي نتيجة الخوف وهو أمر “طبيعي” لما عانوه على مدى سنوات من أفعال الإرهابيين.

ويبين الدكتور محفوري أن هذه الحالة عارضة ستزول تدريجيا ولا سيما أن الصغار وجدوا في المراكز أو ببلداتهم الآمنة مساحات يمكنهم اللعب فيها بحرية.

وعن طرق العلاج يذكر مدير الصحة النفسية أن معظم الحالات تحتاج لدعم نفسي فقط معتبرا أن توفير الغذاء والأمور المعيشية والبيئة الآمنة وترفيه الأطفال كفيل بتحقيق هذه الحاجة فيما تتطلب بعض الاضطرابات علاجا طبيا متكاملا.

وتوفر وزارة الصحة الدعم النفسي لأهالي الغوطة عبر فريق مختص تم تشكيله مؤخرا في مراكز الإقامة المؤقتة فيما وصلت خدمات الدعم النفسي التي قدمتها منظمة الهلال الأحمر حسب تقرير توضيحي أصدرته نهاية الأسبوع الماضي لنحو 54 ألف شخص من الأهالي.

دينا سلامة