محافظات-سانا
“دمشق مدينة لا تنام” ربما غابت هذه الحقيقة عن ذهن أطراف العدوان الثلاثي الذي شنته فجر اليوم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على سورية ليفاجأوا أن أخبار عدوانهم كانت منقولة على الهواء وأن السوريين الواثقين بقدرات جيشهم كانوا يصورون صواريخ واشنطن وأتباعها وهي تنفجر في السماء ليتحول المشهد إلى ما يشبه لعبة “بلاي ستيشين” كانت الدفاعات الجوية السورية هي المنتصرة في نهايتها.
ولأن سورية كلها دمشق فإن أبناء المدن السورية تلقوا فيديوهات أصدقائهم وأقاربهم القاطنين في دمشق وحمص وبدؤوا يتداولونها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى شاعت هذه الفيديوهات على القنوات الفضائية التي كانت تغطي الحدث وتدعي العلم بتفاصيله بينما كانت عناوينها الرئيسية عبارة عن تغريدات ماخوذة من موقع تويتر أو تعليقات وبوستات نشرت على صفحات الفيسبوك.
سكتت الصواريخ الأمريكية بعد أقل من ساعة لكن السوريين كانوا في هذه الأثناء يخرجون إلى الشوارع بعد أن انتهوا من متعة مشاهدة صواريخ ترامب “الذكية والحديثة” وهي تنفجر في السماء ليتشكل في الشوارع مشهد آخر للقدرة السورية على تجاوز الصعاب وممارسة حرفة التحدي.
ففي السويداء بدت الحياة طبيعية ومنذ السابعة صباحا كان الناس يتوجهون إلى أعمالهم وأنشطتهم المعتادة في صورة تؤكد صمود السوريين بوجه العدوان والإرهاب الذي تتعرض له بلدهم وأن لا شيء يمكن أن يثني عزيمتهم وإرادتهم.
مراسل سانا وثق الحركة الطبيعية في سوق الخضرة وسط مدينة السويداء مع ساعات الفجر حيث شهد حركة نشطة في الوقت الذي كانت صواريخ واشنطن ولندن وباريس تنفجر قبل الوصول إلى أهدافها.
وليد الدبيسي أحد الباعة في السوق قال لـ سانا: “لا شيء يرهب السوريين ونحن لا نخاف لا من أمريكا ولا فرنسا ولا من إسرائيل”.
السيدة هيام اشتي جاءت إلى الملعب البلدي في السويداء منذ الساعة الخامسة والنصف صباحا لممارسة الرياضة في مشهد يعكس مدى الاستخفاف الشعبي لتهديدات واشنطن وصواريخها الذكية وكان لافتا أن يلتقي مراسل سانا في ذلك الوقت المبكر مع عدد من الرجال والنساء يمارسون الرياضة اليومية في الملعب.
وتقول اشتي: “كل هذه التهديدات والعدوان لن تنال من عزيمتنا وقوتنا ونحن نعيش حياتنا الطبيعية ولا يمكن لشيء أن يؤثر علينا” معتبرة أن “دور أمريكا وحلفائها قد ولى وأتى زمن محور المقاومة”.
في كراج السويداء-دمشق كانت الحركة طبيعية لكن المميز كان حجم التفاؤل الذي لمسناه في عيون الناس في هذا الوقت الباكر حيث كان الطالب الجامعي وئام أبو عاصي ينتظر مع بقية الركاب لينطلق الباص بهم إلى دمشق وقال: إنه “رغم الاعتداءات الأمريكية على بلدنا فأنا ذاهب إلى جامعتي بدمشق كغيري متحدين كل الظروف وأي عدوان لن يرهبنا”.
وتوافد العشرات من أبناء السويداء إلى مبنى المحافظة بدافع وطني لتأكيد حبهم لوطنهم سورية والتنديد بالعدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية.
أغان وطنية وأعلام ولافتات كتبت عليها عبارات “صامدون مع جيشنا وها هم يفرغون حقدهم لكن أصحاب الحق أقوى وستحاسبكم شعوبكم” وغيرها من العبارات المنددة بالعدوان وداعميه.
وفي الحسكة أكد أهالي المحافظة أن العدوان الأمريكي الصهيوني الغربي على وطنهم محاولة لحفظ ماء وجه هذه المنظومة المجرمة بعد فشل أدواتها من النيل من صمود الشعب السوري وبسالة جيشه مشيرين إلى أن هذا العدوان مصيره الفشل كما فشلت جميع محاولاتهم العدوانية السابقة.
وخلال توجه الأهالي إلى أرزاقهم مع ساعات الصباح الباكر وفي ظل حركة طبيعية في أسواق وشوارع مدينة الحسكة التقى مراسل سانا عددا منهم حيث يقول المواطن أبو عاطف: “أنا ذاهب لشراء الحاجيات المنزلية من سوق الهال كما أفعل كل يوم” أما المواطن سعود العطية فقال “أمريكا وحلف الشيطان الذي يناصرها وبعض الأنظمة العربية الرجعية أعداء الإنسانية ولم يقدموا للعالم إلا الدمار والقتل والإرهاب”.
السيدة نوال سالم قالت “سيفشلون” في حين قال الحاج حسين: “ألم ير العالم ماذا فعلت التنظيمات الإرهابية بالشعب السوري الأعزل من ذبح وتنكيل الأجدر بدول العدوان مساندة سورية في حربها على الإرهاب لا مساندة الإرهابيين في عدوانهم على سورية”.
وفي حماة التقى مراسل سانا عددا من المواطنين الذين أكدوا أن العدوان الثلاثي كان متوقعا في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه دول العدوان للمنظمات الإرهابية التي تعيث خرابا ودمارا على أرضنا.
وأشار المواطن عبد الله الجمال إلى أن “هذا العدوان لن يثنينا عن مواصلة حياتنا والعمل من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية العصية على كل المخططات التخريبية”.
وأكد المواطن عدنان المرعي صاحب أحد المحلات التجارية أنه “فتح محله وينتظر الزبائن ولا يفكر أبدا بصواريخ ترامب الذكية” كما يؤكد المواطن محمد السعيد أن العدوان الثلاثي “فشل” والسوريين يتحدونه بمواصلة أعمالهم وحياتهم خلافا لما كانت تتوقعه الدول المعتدية.
الدكتور صفوان عثمانلي قال إن “التاريخ يعيد نفسه اليوم بفشل العدوان الثلاثي على سورية كما فشل العدوان الثلاثي على مصر في السابق لأن الدول المعتدية لم تتعلم أن إرادة الشعب اقوى من صواريخهم وكل ترسانتهم العسكرية”.
وفي مدينة السلمية عبر عدد من المواطنين عن استخفافهم بالعدوان الثلاثي على سورية اليوم مؤكدين أنه مجرد زوبعة عابرة لن تؤثر على عزيمة شعبنا في مواجهة الإرهاب وقيامة سورية الحديثة والمتجددة.
وقال الشاعر خضر عكاري إن “العدوان يستهدف سورية الأبجدية مهد الحضارات بما ينم عن خوف وفزع الأعداء من صمود الشعب السوري الذي كلما تكالبت عليه المحن والضربات ازداد منعة وصلابة”.
بينما بين عروة ورد تاجر أن العدوان لن يؤثر على عزيمة السوريين في مواجهة العدوان والإرهاب في المنطقة وتحقيق النصر النهائي على الإرهاب ومشغليه.
مدينة حلب شهدت حركة طبيعية صباحا وتوجه المواطنون لأماكن عملهم منذ الصباح الباكر بكل إرادة وعزيمة وتحد للعدوان الغاشم الذي شنته قوى الشر والإرهاب المتمثلة بأمريكا وحلفائها على سورية.
وجدد المواطنون في لقاءات مع مراسل سانا ثقتهم بالجيش العربي السوري وقدرته على رد أي هجوم معاد وحماية تراب الوطن حيث تم رصد حركة المواطنين الاعتيادية والنشطة في حي السبيل بالقرب من جامع الرحمن.
وأوضح محمد معصراني أنه “ذاهب لعمله الاعتيادي بمحلة العرقوب وكله ثقة بأن الجيش العربي السوري قادر على حماية الوطن وتحقيق الأمن والأمان”.
الطالبة رهف محمد كانت متوجهة لمعهدها لمتابعة دروسها بينت أنها “غير خائفة من أي عدوان على سورية وهي تثق بالجيش العربي السوري وقائده”.
وتوقف سائق السرفيس محمد الفرج وسط الشارع بابتسامة الواثق بوطنه وجيشه قائلا: “منذ الصباح الباكر توجهت لعملي وسمعت بالعدوان الغاشم الأمريكي على سورية ولست خائفا طالما أن هناك جيشا قويا يحمينا” سائق تكسي آخر قال: إن “شعب حلب صامد وشجاع ويقف اليوم بكل قوة مع أبطال الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب وصد أي عدوان”.
وفي درعا عبرت فعاليات شعبية ونقابية عن استنكارها للعدوان الثلاثي مجددين الوقوف خلف بواسل الجيش العربي السوري والقيادة في التصدي لأي عدوان بالتوازي مع مكافحة الإرهاب.
المحامي فهد العدوي أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أن العدوان اندحر على يد بواسل الجيش العربي السوري وسورية تؤكد نصرها على الإرهاب بإفشال هذا العدوان الصاروخي.
أما المواطن عواد الندى فأشار إلى أن العدوان الثلاثي اندحر على أبواب دمشق وارتفعت رايات العز في كل ساحات وشوارع سورية.
وفي القنيطرة جدد المواطنون وقوفهم إلى جانب الجيش والقوات المسلحة في التصدي للعدوان الثلاثي مؤكدين أن صواريخ الحقد والقتل لن تخيفهم أو تثني عزيمتهم عن محاربة الإرهاب ومموليه وداعميه.
وأكد المواطن محمد الأسعد أن العدوان الثلاثي يتزامن مع هزيمة الإرهابيين في الغوطة الشرقية فيما حيا هادي بكر أبطال دفاعاتنا الجوية الذين حطموا أسطورة الصواريخ الذكية فوق سماء سورية.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أكدت في بيان اليوم أن منظومات دفاعنا الجوي تصدت “بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.