موسكو-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة إجراء تحقيق دقيق وشامل وموضوعي في الهجوم الكيميائي المزعوم فى سورية وتجنب إلقاء الاتهامات قبل الانتهاء من التحقيق.
وجاء في بيان للمكتب الصحفي في الكرملين: “إن الرئيس بوتين أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم أن الأمر الرئيسي الذي يجب الالتزام به هو الامتناع عن القيام بأي أعمال خطرة وغير مدروسة قد تشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وسيكون لها عواقب لا يمكن التنبؤ بها”.
وشدد بوتين خلال الاتصال على ضرورة إجراء تحقيق شامل وموضوعي ونزيه وتجنب إطلاق الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة ضد أي طرف كان قبل الانتهاء من التحقيق.
وبحسب البيان فقد تبادل الجانبان الآراء فيما يتعلق بالوضع الراهن بشأن سورية والذي تفاقم نتيجة الادعاءات حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في مدينة دوما وأعربا عن ارتياحهما لدعوة الحكومة السورية لخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كما ناقشا فرصا محددة للتعاون بين روسيا وفرنسا في مجال مساعدة بعثة المنظمة في عملها”.
وأضاف البيان: إن “الرئيسين أصدرا تعليماتهما لوزراء الدفاع والخارجية في البلدين بالحفاظ على اتصال وثيق بين الجانبين من أجل تهدئة الوضع الحالي”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية ومنظمات ناطقة باسم الإرهابيين وممولة من الدول الغربية شنت الأسبوع الماضي حملة إعلامية منسقة لاتهام الجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية خلال عملياته ضد الإرهابيين في مدينة دوما تبعتها حملة سياسية غربية بقيادة الولايات المتحدة لتبرير أي خطوات عدائية ضد سورية تهدف إلى دعم الإرهابيين ومنع انهيارهم.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الخبراء الروس لم يجدوا أي آثار لاستخدام المواد الكيميائية في دوما مشددا على أن لدى موسكو أدلة دامغة على أن الاتهامات باستخدامها مسرحية جديدة شارك في تحضيرها جهاز استخبارات بلد أجنبي “يحاول أن يكون في الصف الأول في الحملة المعادية لروسيا”.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الهولندي ستيف بلوك بموسكو اليوم: “يجب انتظار نتائج التحقيق فيما يخص الهجوم المزعوم في دوما” مشيرا إلى أن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تستجب سريعا ولكنها أرسلت فريقا سيبدأ عمله غدا.
وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أكد أمس أن أي تأخير لوصول فريق من لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وممارسة مهامه تتحمل مسؤوليته الأطراف الغربية التي تسعى جاهدة لعرقلة مهمة الفريق وللتدخل في عمله وتنفيذ ولايته بشكل صحيح.
ولفت لافروف إلى أن قنوات الاتصال التي بقيت بين موسكو وواشنطن هي القنوات الرئاسية والعسكرية مشيرا إلى المحادثة الهاتفية التي جرت مؤخرا بين رئيسي البلدين وقال: “نحن دائما منفتحون لهذا النوع من الاتصالات ما يسمح بفهم الطرفين لبعضهما الآخر” مضيفا: “يجب مواصلة الاتصالات عن طريق وزارة الخارجية وأنه يجب استخدام أساليب دبلوماسية لا تتضمن تهديدات”.
وشدد لافروف على أن أي مغامرة في سورية ستترك نتائج سلبية في المنطقة وأنه يجب أن يبتعد البعض عن السعي وراء مصالحهم الجيوسياسية الضيقة.