دمشق-سانا
بلغة الصفقات التي يتقنها ساوم الرئيس الامريكي دونالد ترامب نظام بني سعود على دفع فاتورة إبقاء قواته التي تحتل أجزاء من الأراضي السورية بعد أن أعلن أنه سيسحبها بينما طلب ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان الإبقاء عليها وذلك استكمالا للدور السعودي في دعم وتمويل الإرهاب في سورية.
ترامب الذي اعتاد على استجرار الأموال من خزائن النظام السعودي الوهابي وجد الفرصة سانحة لذلك بعد طلب ابن سلمان الآنف الذكر إلا أن تلك الصفقة السوداء بينهما كانت موضع انتقاد لاذع من مجلة “ذي اميركان كونسرفاتف” التي أكدت أن تصريحات ترامب بهذا الخصوص تجعل من الجيش الأمريكي “مرتزقة” يخدمون النظام السعودي.
وقالت المجلة: إن “حماية حياة الجنود الأمريكيين والمصالح الأمريكية لاتهم ترامب على ما يبدو مادام هناك من يعرض دفع الثمن” مشيرة إلى أن “هذا يعني أن ترامب يعتقد أن خدمات الجيش الأمريكي متاحة للاستئجار من قبل زبائننا المستبدين في حال قدموا قدرا كافيا من المال”.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أكثر من مرة أن وجود القوات الامريكية وأي وجود عسكري أجنبي في سورية دون موافقة الحكومة السورية عدوان موصوف واعتداء على السيادة السورية وانتهاك صارخ لميثاق ومبادىء الامم المتحدة.
ترامب الذي طالما سخر من أنظمة المشيخات الخليجية ووصف النظام السعودي خلال حملته الانتخابية عام 2016 بـ “البقرة الحلوب” التي تدر ذهبا ودولارات حسب الطلب الامريكي لم يفوت فرصة الحصول على مزيد من الاموال فالصفقة الجديدة تحقق مصالحه الشخصية بجمع المال ومصالح بلاده.
مجلة نيويورك الأمريكية أكدت مؤخرا أن ترامب يستغل نفوذه كرئيس للولايات المتحدة لخدمة مصالحه الشخصية وزيادة ثرائه الفاحش ويتعاون من أجل تحقيق ذلك مع سياسيين وأنظمة تبجح بالوقوف ضدها وانتقادها خلال حملته الانتخابية بما فيها النظام السعودي.
المجلة بينت أن ترامب يمثل “خطرا كبيرا” على الولايات المتحدة مؤكدة أن مسؤولية الفساد المستشري في البيت الأبيض تقع على عاتقه لافتة في الوقت ذاته إلى أنه تجاهل كل الانتقادات والتصريحات اللاذعة التي أطلقها خلال عملية الترويج لنفسه كرئيس في حملته الانتخابية ضد بلدان وانظمة استبدادية مثل السعودية وقطر وغيرها واستمر في العمل وفقا لمصالحه الشخصية حيث تسابق دبلوماسيون ومسؤولون في هذه الأنظمة إلى الحجز في فنادقه الخاصة من أجل عقد المؤتمرات والاجتماعات.
ويواجه ترامب منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية قبل عام ونيف انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها حيث شهدت ولايات أمريكية عدة احتجاجات مناهضة له منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية كما خرجت مظاهرات حاشدة ضد سياساته وقراراته ولا سيما تلك المتعلقة بالهجرة.
وكان استطلاع للرأى أجرى في شباط الماضي بالتعاون مع 170 من الخبراء السياسيين حول تقييم أداء الرؤساء الأمريكيين ونقلته مجلة نيوزويك الأمريكية كشف أن ترامب كان الأسوأ بين جميع الرؤساء حيث تذيل القائمة التي تشمل أربعين رئيسا بحصوله على 34ر12 بالمئة.
باسمة كنون