اللاذقية-سانا
تخرج ابنة الخمسين نورية الحسن في الصباح من بيتها حاملة كتبها ويرافقها أبناؤها غير آبهة ببعض النظرات التي تستغرب هذا المشهد الذي يتكرر طوال الاسبوع.
فضولي دفعني لسؤالها وأنا ابنة الحي الذي تقطنه هذه السيدة عن قصتها فأجابتني بعد سكوت للحظات “قصتي ببساطة إنني التزم في دورات محو الأمية وأبنائي العشرة منهم من يتجه لجامعته أو مدرسته”.
وتسترسل الحسن قائلة “أنا يا ابنتي هُجرت مع أسرتي من مدينة الرقة بعد أن عانينا من إرهاب تنظيم داعش الذي استهدف أرضنا وقيمنا ونقيم حاليا في السكن الشبابي باللاذقية نتابع حياتنا وكلنا أمل أننا سنعود إلى مدينتنا وسيتخلص بلدنا الحي الذي لا يموت من الإرهاب”.
“أولادي أصغرهم في الصف الرابع وأكبرهم في الجامعة” هكذا تقول الحسن مشيرة إلى أنها لن تتوقف عند دورات محو الأمية بل ستتابع تعليمها غير مبالية بعمرها “فالعمر لا يقف حائلا أمام الطموح” على حد تعبيرها.
وتذكر الحسن أنها تتحسر على السنوات التي راحت من عمرها وكانت لا تتقن فيها الكتابة والقراءة وتضيف “الظروف منعتني من الدخول إلى المدرسة فوالدي توفي وأنا صغيرة وأهلي زوجوني بعمر مبكر ليستهلك البيت والأسرة أيامي”.. تنظر الحسن لابنتها وتقول أن بناتي الأربع في المدرسة.. “لن أزوجهم قبل أن ينهوا الجامعة..فالعلم سلاح بيد البنت”.
بشرى سليمان