عين العرب وعجاج داعش!

أبدت مدينة عين العرب صموداً أسطورياً في وجه الاجتياح الداعشي المدعوم عسكرياً وسياسياً ومالياً من عشرات الدول التي أرسلت إرهابييها، ومن دول إقليمية ركبت موجة التحالف الأمريكي اسمياً بينما بقيت تقدم جميع أنواع الدعم إلى الإرهابيين الذين تم زجهم في المناطق المحاذية للحدود التركية، وبحماية من حكومة العدالة والتنمية التي لا تزال مترددة في الإفصاح عن مواقفها الحقيقية تجاه تنفيذ القرارين «1170 ـ 1178» الصادرين عن مجلس الأمن داعمة ذلك التردد التآمري بإعلان شروط غير مقبولة حتى ممن كانوا يناصرون الإرهابيين في السابق.

عين العرب التي استبسل أهلها في الدفاع عنها رغم الحصار الذي فرضه «داعش» الإرهابي من جهات ثلاث فيما تفرض دبابات أردوغان الحصار من الجهة الرابعة على الحدود التركية تؤكد اليوم أنه لا يستطيع أحد في هذا الكون أن يواجه الإرهاب ويحطم عوامل قوته إلا إذا اشترك الشعب في المواجهة ولم ينتظر طائرات التحالف التي ثبت حتى الآن أن ضرباتها الاستعراضية الانتقائية هي أقل تأثيراً من بندقية مقاتل من عين العرب.

والسؤال المطروح هو: إلى متى يمكن أن تصمد عين العرب في وجه عجاج «داعش»؟ وما المطلوب من التحالف الدولي المجوقل بالنيات الخبيثة أن يفعل؟.

إن أهم ما هو مطلوب من التحالف الدولي ليس القيام بالغارات الجوية الاستعراضية ضد «داعش»، وإنما إلزام المشتركين في هذا التحالف أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين الذين يحاصرون عين العرب، وأن ينذروا حكومة أردوغان وأوغلو ومتطرفي آل سعود وآل ثاني بالكف عن دعم الإرهابيين، ومد المدافعين عن المدينة بالمؤن والأسلحة الدفاعية، مع توجيه ضربات لقوافل الإمداد التي تصل إلى «داعش» من مختلف المناطق المحاذية للحدود التركية، وربما من داخل تلك الحدود.. وعندها لا تستمر عين العرب في الصمود وإنما يمكنها أن تطرد «داعش» من المنطقة بكاملها.

إن تمدد «داعش» في المناطق القريبة من الحدود التركية وفي كل من سورية والعراق التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن القواعد التي احتشدت فيها طائرات التحالف تشير بشكل واضح إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال حتى الآن تدير الأزمة ولا تعمل على حلها وذلك بتوجيه خطر الإرهابيين بالصيغة التي تخدم مصالحها وتتناقض مع مصلحة شعوب المنطقة، وبالتالي فإن هذه الإدارة والمتحالفين معها بذريعة مكافحة الإرهاب يتحملون مسؤولية ما تتعرض له عين العرب، وما تتعرض له عشرات المدن السورية والعراقية لأنهم حتى الآن لا يحترمون ميثاق الأمم المتحدة ولا ينفذون قراري مجلس الأمن «2170 -2178» بما يضمن اجتثاث الإرهاب.

بقلم: محي الدين المحمد