حماة-سانا
تتعدى إصدارات الأديب نزار نجار الثلاثين كتابا أغلبها مجموعات قصصية خاطب في معظمها الطفل الذي ما زال يسكن داخله ويدفعه لمخاطبة هذه الشريحة الصغيرة رغم أنه في السبعين من العمر.
ونجار بدأ بكتابة الشعر إلا أن القصة استطاعت تملك إحساسه فاحتفى بها وأخذته إلى أحضانها الآسرة والجميلة فتعلق بها وتأثر بكتاب كبار مثل نجيب محفوظ وجبرا إبراهيم جبرا وزكريا تامر وتشيخوف وديستويفسكي وتورجنييف ومكسيم غوركي.
ويبين نجار في حديث لـ سانا أنه أغنى مخيلته بما كان يسمع من حكايات في طفولته وبالمطالعة الغزيرة لعيون الأدب العالمي والعربي مؤكدا أن فن القصة أثبت حضوره أمام الشعر “أن لم يكن قد سبقه” فجمهور القصة لا يزال جمهورا كبيرا ومتلهفا ولكن نجار يجد أن المشهد القصصي اليوم “راكد” بسبب ما تمر به سورية من ظروف.
ولفت إلى أن وسائل النشر متاحة حاليا للجميع ولكن هناك “تجاهلا وقطيعة” بين الكتاب والمهتمين بالمشهد الأدبي عامة إلا من ومضات نادرة او اضاءات متفاوتة قليلة “لا تصنع شيئا ولا تحرك جمودا” معتبرا أن هذه المعوقات يجب ألا تدفع بالمبدع للتوقف.
ويعتبر مؤلف مجموعة عرى الحب القصصية أن على الأدباء أن “يفهموا روح العصر الذي يعيشون فيه وان يستشرفوا آفاق المستقبل حتى يعيدوا تشكيل العالم ويزيحوا عن كاهل الإنسان التشتت والمرض والجوع والبطالة والقهر والحرمان”.
وعن دور النقد في مسيرته الأدبية قال مؤسس جمعية أدب الأطفال في سورية “لا يزال النقد عندنا مقصرا لأنه في الأعم الاغلب لا يتابع ما ينشر من مجموعات وكتب وإبداعات فيقوم على الهوى او المعرفة الشخصية بمعنى آخر هناك مزاجية في النقد”.
ويؤكد نجار أنه يقف إلى صف النقد الحقيقي الذي يعلي من شأن النص الإبداعي وينهض بالبناء ويثري العمل الأدبي متمنيا أن تعلو قامة النقد في سورية و أن تتوالى الدراسات النقدية في كل مكان حتى يساعد على تطور القصة السورية الحديثة لتواكب ما مر بالبلاد من أحداث.
القاص الذي فاز بالعديد من الجوائز الأدبية سوريا وعربيا اعتبر أن المسابقات الادبية والابداعية ظاهرة عافية وهي تكتشف بين الحين والآخر كتابا قاصين أو روائيين جددا لم يكونوا معروفين في الساحة الإبداعية.
المحطة الأبرز في مسيرة نجار التي تتمثل في أدب الأطفال يقول عنها “في هذا الأدب أتعامل مع كائن رقيق حساس ورشيق هو الطفل ومن أجل ذلك أتمثل الواقع والحياة واجمع بين الماضي والحاضر واستشرف الاتي الذي لا بد أن يكون اجمل وأتفاءل دائما حيث ارفع راية الحب والاحساس بغد افضل وحين نكسب الأطفال نكسب المستقبل”.
يشار إلى أن نزار نجار من مواليد حماة 1949 حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها ودبلوم الدراسات العليا من جامعة دمشق مقرر جمعية أدب الأطفال في اتحاد الكتاب العرب له عشرات المجموعات القصصية وخاصة للأطفال منها أحلام الذئب ولماذا حزنت العصافير وبيتنا الصغير وللكبار منها /صورة المشتاق/ ترجمت بعض قصصه إلى الروسية والألمانية والألبانية والفارسية نال العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة وزارة الثقافة في سورية وجائزة القدس من إيران.
عبد الله الشيخ