دمشق-سانا
ظل الشعراء السوريون حاضرين في كل مراحل القضية الفلسطينية فتقاسموا مع شعراء الأرض المحتلة تصوير معاناة شعب من احتلال لم يكتف بسرقة الأرض بل يسعى للتآمر على الأمة وتفتيتها.
وعندما يحيي هؤلاء الشعراء يوم الأرض الفلسطيني الذي تمر ذكراه الـ 42 في 30 آذار فإنهم بذلك يذكرون بانتفاضة شعب هب ولا يزال بوجه سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسياساتها القائمة على تهجير البشر ومصادرة الأرض فالشاعر السوري الطبيب محمد سعيد العتيق يؤكد أن لا مثيل لأرض فلسطين وأن أبناءها والعرب لا يرضون عنها بدلا فقال بإحدى قصائده: “الوجه أقصى و لا نرضى له بدلا..والشعر يجبن إن رام الردى حولا والأرض بيسان ما في الكون من شبهٍ..نور وصرت له الأحزانَ والعللا”.
وأرض فلسطين التي ثار أبناؤها لأجلها باتت مخضبة بالدم كما رآها الشاعر الفلسطيني رضوان فلاحة في قصيدته فلسطين ولكنه سيصبح سلاحا ينهزم به العدو فقال: “تراب فلسطين اليوم حار ..كالأمس وطعم الدم على درب الخلاص حلو ..لرمح روما طعنة بخاصرة الانتماء..وثغاء صحراء تعد طقوس الولاء تنحر حمراءها دون مبكى الاغتصاب..لترعى عشبا ربيعيا خالدا على أشلائنا”.
ولكن نصرة فلسطين برأي الشاعر السوري محمد حسن العلي تحتاج إلى جيش خاض أعتى المعارك وانتصر فيها وأعد العدة ليسترد الحقوق كما الجيش العربي السوري فقال: “دويلة وهمهم أضحت يباباً..لصولةِ جيشنا بهت الكفور كما الظلام في حظ بئيس..إذا ما جاءهم يوما نذير وسد منافذ الأقطار جيش..يزلزل تحتهم أرضاً تمور”.
ويعدد الشاعر الفلسطيني أحمد عبد الرزق عموري البلدات والقرى التي تضمها أرض فلسطين فهي وإن كانت القدس مركزها إلا أنها جزء من جسد واحد شاكيا ما أصابها لأمة العرب قائلا: “يا أمتي هذا المقدس يصطلي..والقدس في داء يحوم غريبا صفد وعكا عند نبضات النهى..وهواي من قدسي يضم رطيبا”.
وما أصاب السوريين جراء الحرب على وطنهم جعلهم أكثر اندفاعا في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتصدي للاحتلال كما قالت الشاعرة السورية أمل المناور: “قل للغزاة كما قالت لهم أمل..النار في أمتي الشماء تشتعل ستجعل النكبة السوداء راجمة..على الأعادي فأبطال الوغى كفلوا”.
وجمال أرض فلسطين يبدو دفاقا في النص الذي كتبته الشاعرة السورية إيمان موصلي والذي أراد الاحتلال أن يلوثه بجرائمه فقال: “خذ بقلبي إلى بيادر البرتقال وحقول الحنطة..تعال نتنشق النور المتدفق من رئة الشمس..قبل أن ينجبوا لنا قمراً لقيطاً..يرضعنا الضوء من فوهة بندقية ملقم”.
الشاعرة لينا المفلح ابنة الجولان السوري المحتل تغنت بالأرض الحزينة التي نزفت الدماء فعنونت قصيدتها بالألم حيث قالت: “خلف الجدار قصيدة ثكلى..عرجت وحرفي خاشعاً صلى ليمون يافا عطرها وغدا..في كل شبر نزفه طلا”.
ويصبح احتفاء الشعراء السوريين والفلسطينيين بيوم الأرض منطلقا إلى يوم جديد يعود به الحق إلى أصحابه وفسحة للتعبير عن جمال أرض فلسطين وبهائها.
محمد خالد الخضر وميس العاني