بكين-سانا
زيارة بالغة الدلالة قام بها رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون الى العاصمة الصينية بكين هي الأولى له خارجيا منذ توليه الحكم عام 2011 ولعل ابرز ما رشح عنها من معلومات إعلانه الاستعداد للحوار مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الامريكية وعقد اجتماعات مع قادتها.
الرئيس كيم الذي أعطى لزيارته إلى الصين طابع التهنئة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة اعادة انتخابه رئيسا للصين اعلن من بكين أنه يؤيد إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية مشيرا الى ان قضية نزع السلاح النووي منها يمكن حلها فقط إذا استجابت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لجهود بيونغ يانغ بحسن نية وخلقتا جواً من السلام والاستقرار مع اتخاذ تدابير تدريجية ومتزامنة من أجل تحقيق السلام.
ولعل إعلان الرئيس الكوري الديمقراطي استعداده للقاء الرئيس الكوري الجنوبي مون جاى وانه مصمم على تحويل العلاقات مع كوريا الجنوبية الى
علاقات تعاون وتسوية الخلافات معها تشكل بما لا يدع مجالا للشك دلالة على عزم بيونغ يانغ ايجاد حل سياسي للتوتر الحاصل في شبه الجزيرة الكورية والذي غالبا ما اصطدم بتصعيد امريكي في المنطقة.
ومن باب قطع الشك باليقين بالنوايا الأمريكية أعرب الرئيس كيم في ذات الوقت عن استعداده للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم التهديدات العدائية التي دأب الاخير على توجيهها الى بيونغ يانغ خلال الاشهر الماضية والاستفزازات والتوترات التي تثيرها واشنطن في شبه الجزيرة الكورية وعلى رأسها المناورات التي تنفذها مع كوريا الجنوبية.
الرئيس الصيني من جانبه أكد خلال اللقاء مع الرئيس كيم التزام بلاده بنزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية وضمان وجود السلام والاستقرار فيها وحل المشكلة من خلال الحوار والمفاوضات منوها بالصداقة بين البلدين وقال: إن “الأمر يتعلق بخيار استراتيجى وبخيار جيد اتخذه كلا البلدين على أساس التاريخ والواقع”.
الخارجية الروسية رحبت بلقاء القمة الصينية الكورية الديمقراطية واصفة إياها “بالخطوة بالغة الأهمية” نحو تثبيت التطورات الإيجابية التي تبلورت حيال الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية وحولها في الآونة الأخيرة.
وتتوج زيارة الرئيس الكوري الى الصين الحالة الايجابية في تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية مؤءخرا والتي بدأت بالتقارب في العلاقات بين الكوريتين والتي لاقت ترحيبا دوليا كبيرا حيث شاركت بيونغ يانغ في دورة الالعاب الشتوية التي اقيمت في سيئول في شباط الماضي كما زار مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية جونغ اى يونغ بيونغ يانغ هذا الشهر معلنا عن عقد القمة الثالثة بين الكوريتين وتفعيل خط ساخن بين قيادتي البلدين بهدف اجراء مشاورات وثيقة وتخفيف التوتر العسكري المحتمل كما اعلن عن قمة كورية ديمقراطية أمريكية في آيار المقبل.
الكوريتان كانتا عقدتا قمتين بينهما الأولى في عام 2000 وصدر في أعقابها إعلان 15 حزيران حيث تم الاتفاق في الاعلان المشترك بين الجانبين على حل قضية إعادة الوحدة في شبه الجزيرة الكورية بشكل مستقل والعمل باتجاه حل القضايا الإنسانية العالقة بينهما مثل إعادة توحيد العائلات المنقسمة والتنمية الاقتصادية المتوازنة عبر التعاون الاقتصادي بين الكوريتين والعمل معا في المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية والصحية والبيئية وغيرها من المجالات بينما عقدت القمة الثانية بينهما في عام 2007.
جولات عدة من المحادثات السداسية بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي عقدت بمشاركة كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية وروسيا والصين واليابان والولايات المتحدة ما بين عامي 2003 و2007 بينما كانت بيونغ يانغ تؤكد على الدوام أن برنامجها النووي والصاروخي هو للدفاع عن النفس ولحماية أمنها القومي في وجه التهديدات المعادية التي كانت تتعرض لها والعقوبات التي كانت تفرض عليها بتحريض من واشنطن.