حماة-سانا
عادت المياه مجددا للجريان في نهر العاصي مبشرة بعودة الحياة والجمال لسرير النهر بعد إطلاق دفعة من المياه من سد الرستن ضمن مجرى النهر الذي عانى خلال الأشهر الماضية من جفاف شديد نتيجة انخفاض معدلات الهطول المطري خلال موسم الشتاء الماضي.
هذه الدفعة من المياه بعثت الأمل من جديد في نفوس المزارعين والفلاحين لإنعاش حقولهم وبساتينهم ومزروعاتهم ولا سيما محصولي القمح والشعير الاستراتيجيين حيث توفر هذه المياه رية اسعافية تنقذ المحصولين عقب انحباس للأمطار دام عدة اسابيع فضلا عن توفير مياه لري باقي المحاصيل من الأشجار المثمرة المنتشرة في الأراضي والحقول على ضفاف نهر العاصي في المنطقة الممتدة من سد الرستن حتى سد محردة مرورا بمنطقة الغاب.
المهندس فادي عباس مدير الموارد المائية أشار في لقاء مع سانا إلى أن اطلاق المياه جاء استجابة لطلب اللجنة الزراعية خلال اجتماعها الأخير المتضمن إطلاق كمية 10 ملايين متر مكعب من المياه كرية أولى لإنقاذ محصولي القمح والشعير اللذين تنتشر زراعتهما في مختلف ربوع المحافظة علاوة على تلبية احتياج البساتين والأزوار على امتداد مسار النهر في مناطق حماة ومحردة والغاب مبينا انه سيتم استغلال كامل كمية المياه في ري المزروعات والفائض منها سيعاد احتجازه في سن محردة.
وتستمر عملية إطلاق المياه في مجرى العاصي وشبكات وقنوات المياه 15 يوما ومن المتوقع أن يجري خلالها ضخ كمية من المياه تفوق 17 مليون متر مكعب.
وبين المهندس مرهف حاج زين رئيس قسم استثمار السدود أن لجنة الموازنة المائية درست المتاح المائي في سدي الرستن ومحردة بناء على ذلك أطلقت المياه بواقع 12 مترا مكعبا في الثانية بهدف تعزيل مجرى النهر وتخفيف حدة الروائح الكريهة المنبعثة منه وتحسين البيئة وتأمين الجريان الصحي وري البساتين و المزروعات على ضفاف النهر.
ولفت المهندس حاج زين إلى أن معدل الغزارة المطرية في موسم الشتاء كان منخفضا ولم يصل إلى حدود تأمين جريان المسيلات المائية بشكل كاف لتأمين صبيب مقبول للمياه بالسدود.
وبحسب المهندس غازي العزي المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب فإن المساحات المستفيدة من إطلاق هذه المياه تصل إلى 35 ألف هكتار مزروعة بمحاصيل القمح والشعير وحبة البركة وعدد من المحاصيل العطرية والخضار.
عبدالله الشيخ