حلب-سانا
مؤخرا عاود نادي هواة جمع الطوابع في حلب نشاطه بعد اكثر من 5 سنوات من التوقف حيث أقام خلال الشهر الماضي معرضا للطوابع شارك فيه 18 هاويا كما أقام ندوة في جمعية العاديات عن هذه الهواية وهناك العديد من الأنشطة القادمة خلال الفترة المقبلة.
وكان لـ سانا هذا اللقاء مع ليفون ناظاريان أشهر هواة جمع الطوابع في حلب الذي افتتح حديثه بالقول: “الطوابع البريدية ليست مجرد أوراق ومرفقات لارسال الرسائل” موضحا أن الطوابع تشكل سفيرا وهوية تميز الدول وترصد مناسباتها الوطنية والاجتماعية وتوثق أهم أحداثها وشخصياتها ومعالمها الأثرية والسياحية والحضارية.
وأضاف ناظاريان: إن هذه الهواية لازمته منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي عندما كان في السابعة من عمره وانتقلت اليه من والده الذي كان بدوره هاوياً ومحباً لجمع الطوابع.
وفي محله الصغير بحي العزيزية الذي لا تتجاوز مساحته ثلاثة أمتار مربعة يجلس ناظاريان لساعات طويلة وحوله ألبومات الطوابع حيث يمارس أيضا مهنة شراء وبيع الطوابع لمن يرغب من محبيها مؤءكداً انه يمتلك مجموعة كبيرة من الطوابع البريدية تضم نحو 90 بالمئة من الطوابع السورية وهي تؤرخ وترصد معظم المناسبات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت على وطننا منذ عشرينييات القرن الماضي حتى الآن اضافة إلى امتلاكه مجموعة من طوابع الدول العربية والأجنبية.
وأشار ناظاريان إلى أن هذه الهواية هي شكل من أشكال الادخار إلى جانب فوائدها الثقافية المتعددة.
ويرى ناظاريان أن أهمية الطابع البريدي وارتفاع قيمته المادية والمعنوية يأتيان بالدرجة الاولى من ندرته وقلة عدد الموجود منه ولا يرتبطان بقدم إصداره فهناك الكثير من الطوابع تعود اصداراتها لأكثر من 100 عام إلا أنها موجودة بكثرة .
وبين ناظاريان أن أهم طابع في مجموعته يعود إلى بداية عشرينيات القرن الماضي عندما تحرر وطننا من الاحتلال العثماني وهو طابع نادر وله خصوصية وأهمية وطنية ومعنوية لديه وقد ورثه عن والده وتمت طباعته في الـ 8 من آذار عام 1920 وبلغ مجموع ما تمت طباعته منه 750 طابعا فقط إضافة إلى طوابع زهرات حلب وتمت طباعتها عام 1921 وتتألف من 9 طوابع ذات توشيح بضمنها زهرة سوداء اللون و9 طوابع ذات توشيح بضمنها زهرة حمراء اللون وهذه الطوابع نادرة وطبعت بكميات قليلة وبيعت للمواطنين بأسعار مرتفعة في حينه.
ويكشف ناظاريان أمرا آخراً يعطي الطابع البريدي أهمية معنوية ومادية هو وجود أخطاء في طباعة الطابع وهي أخطاء نادرة وقليلة كانت تحدث سابقا خلال عملية الطباعة انحسرت بشكل كبير حاليا مع تطور أساليب الطباعة مضيفا.. انه من الواجب على عامل الطباعة الانتباه الى هذه الأخطاء وإتلاف الكميات التي تحدث فيها ولكن احيانا لا يتم الانتباه لها وتطرح في التداول وتصل لأيدي هواة الطوابع وتعد ذات قيمة وأهمية كبيرة لديهم.
وحول واقع هذه الهواية في ظل التطور التقني والتكنولوجي ومدى قابليتها للاستمرار والتوسع يشير ناظاريان الى أن تطور وسائل الاتصال أثر بشكل ما على هذه الهواية ولكنها مستمرة ومحبوها في ازدياد مضيفا: إن أكثر من 20 عضواً جديداً انتسبوا إلى نادي هواة جمع الطوابع في حلب هذا العام ما يؤكد أن هذه الهواية مستمرة .
وينصح ناظاريان كل من يحب هذه الهواية ويرغب بالاستمرار فيها بأن يباشرها بالطريقة الصحيحة من خلال جمع مجموعات الطوابع وفقاً لتسلسل إصدارها او أن يختص بنوع معين من الطوابع كطوابع المناسبات أو الشخصيات العامة او غيرها وان يحافظ على الطوابع من خلال جمعها في ألبومات خاصة وإبعادها عن مصادر الحرارة والرطوبة.
وتبقى هواية جمع الطوابع من الهوايات التي تضيف الكثير لمحبيها وتدخله في مجالات رحبة وتوفر له فرص الاطلاع على جوانب متعددة من حياة وثقافة الشعوب والدول.
عمار العزو