صنعاء-سانا
فاتورة “الدم والدمار” التي يدفعها الشعب اليمني ضريبة عدوان النظام السعودي وتحالفه عليه تزداد يوما بعد يوم مع اكتمال العام الثالث لهذا العدوان.. فمن لم يلق حتفه بسلاح بني سعود المستورد من أمريكا وبريطانيا يفتك به الحصار الجائر الذي نشر الأوبئة في أرجاء البلد المثقل بنار حرب عبثية.
غدا يكمل نظام بني سعود وتحالفه ثلاث سنوات من حمام الدم الذي أشعله ضد الشعب اليمني استخدم خلالها مختلف صنوف الأسلحة بما فيها تلك المحرمة دوليا وخلف مئات آلاف الضحايا والمصابين بينهم آلاف الأطفال جراء العمليات العسكرية المباشرة كما شرد ملايين اليمنيين عن ديارهم ومنازلهم ولا يزال بعد فشله في تحقيق أي هدف من أهدافه الدنيئة يتوعد بمزيد من القتل والتدمير.
وفي حصيلة العدوان تكشف احصائيات رسمية يمنية أن عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان والحصار المفروض على اليمن خلال ثلاث سنوات بلغ نحو 600 ألف يمني ما بين شهيد ومصاب ومريض بينهم أكثر من ربع مليون طفل موضحة أن عدد الشهداء والجرحى المدنيين جراء العمليات العسكرية المباشرة للعدوان تجاوز 38500 بينهم ما يربو على ثلاثة آلاف طفل وأكثر من ألفي امرأة بينما وصل عدد النازحين إلى قرابة ثلاثة ملايين وحتى هذا اليوم لا يزال النظام السعودي يمارس عدوانه بوحشية متصاعدة على اليمن مخلفا مزيدا من الضحايا المدنيين.
ولم تسلم المعالم الدينية والأثرية كما المنشآت الطبية والتعليمية من وحشية النظام السعودي حيث سجل تدمير أكثر من 308 مشاف ومرافق صحية و118منشأة جامعية و857 مدرسة ومعهدا إضافة إلى 870 مسجدا و212 معلما أثريا هذا عدا عن تدمير في الطرق والجسور والمطارات والموانئ ومحطات وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمصانع ووسائل النقل وشاحنات الغذاء ومنازل المواطنين في همجية مستمرة تطول كل مرافق الحياة والمنشآت والبنى التحتية في اليمن حيث أكدت وزارة حقوق الإنسان أن 5ر2 مليون طالب في اليمن لا يذهبون إلى المدارس والجامعات نتيجة العدوان.
ولا يقل الوضع الإنساني في اليمن سؤا بسبب الحصار المحكم المفروض على شعبه وهو وصف حتى من قبل أنصار النظام السعودي نفسه بأنه أشبه بـ “حروب القرون الوسطى” نظرا لقساوة المشهد الإنساني الذي يتكبده اليمنيون إذ يقبع أكثر من 8 ملايين يمني على خط الجوع من بين أكثر من 20 مليون نسمة بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.. وفي ظل تدمير البنى التحتية والمؤسسات العامة ولا سيما الصحية منها ونقص في الأدوية والمواد الطبية والغذائية يعاني أكثر من مليون شخص في اليمن من داء الكوليرا بينما لا يزال ملايين آخرون مهددين بالإصابة هناك حيث أكدت الإحصائيات أن هناك 2236 حالة وفاة بسبب هذا الوباء وأن هناك 1200 يمني توفوا بسبب الفشل الكلوي.
عدوان التحالف السعودي ضد اليمن لم يحقق أي هدف من أهدافه الدنيئة على الأرض اليمنية وإنما فاتورة الدم وأعداد الضحايا تزداد يوميا وهو ما دفع العديد من المنظمات الدولية إلى وصف ما يقوم به النظام السعودي بالجرائم ضد الإنسانية وإلى مطالبة الدول الغربية بوقف تزويده بالأسلحة والمعدات العسكرية.
الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأول لنظام بني سعود تتعامى عن كل هذه الحقائق وأعلنت قبل أيام موافقتها على عقود تسلح تفوق قيمتها الاجمالية مليار دولار لهذا النظام خلال الزيارة التي قام بها ولي عهده محمد بن سلمان للولايات المتحدة وذلك ضمن سلسلة عقود بقيمة 110 مليارات دولار تم الاعلان عنها منذ زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى الرياض في آيار الماضي ولم يتم تنفيذ قسم كبير منها حتى الآن وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وكانت الأمم المتحدة أدرجت العام الماضي تحالف نظام بني سعود على لائحتها السوداء للدول والكيانات التي ترتكب جرائم بحق الأطفال بينما أكدت منظمة العفو الدولية أمس الأول أن تزويد عدد من الدول الغربية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا التحالف الذي يقوده نظام بني سعود في عدوانه على اليمن بالأسلحة أدى إلى ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب اليمني.