دمشق-سانا
تفقد 600 ألف امرأة حول العالم حياتها سنويا بسبب القصور الكلوي المزمن الذي يصنف حاليا ثامن أسباب الوفاة بين النساء وفقا للاتحاد الدولي لمؤسسات الكلى الذي يبين أن المرض أكثر انتشارا بين النساء مقارنة بالرجال فيما حظوظهن للحصول على العلاج أقل.
اختصاصية أمراض الكلى في مشفى دمشق الدكتورة غالية الصواف تبين ضرورة نشر الوعي بمرض القصور الكلوي عموما وبين النساء بشكل خاص فهو واسع الانتشار يصيب شخص من بين عشرة كما أنه غير قابل للشفاء ويؤثر على الصحة والحمل والإنجاب.
وتشير الصواف إلى احصائيات طبية تفيد بوجود 195 مليون امرأة مصابة بهذا المرض حول العالم مبينة أن العوامل التي تزيد خطورة المرض عموما هي ارتفاع التوتر الشرياني وداء السكري وعند السيدات الانتانات البولية المستمرة وداء الذئبة الحمامية.
وتشدد الاختصاصية على ضرورة الاهتمام بصحة المرأة الحامل سواء كانت مصابة بقصور كلوي مزمن أو سليمة لأن ولادة طفل خديج تزيد احتمالات إصابته بقصور كلوي في مراحل عمرية متقدمة.
بدورها ترى اختصاصية أمراض الكلى الدكتورة ربى نشواني أن أصعب مراحل اكتشاف القصور الكلوي المزمن بالنسبة للمرأة هو المراهقة حيث عليها التعامل مع مشاكل صحية كثيرة تضاف للتبدلات الهرمونية والجسدية والفيزيولوجية التي تطرأ عليها أساسا.
وتدل أعراض كثيرة على إصابة المراهقات بالقصور الكلوي منها حسب الدكتورة نشواني الشكوى من ألم أسفل الظهر وآلام بطنية مستمرة وصداع متكرر واضطرابات بالنمو سواء نحافة أو بدانة مفرطة وتراجع دراسي وشحوب ووذمات وتنفخ بالقدمين والكاحلين وحول الأجفان ورائحة بول كريهة.
وتبين الاختصاصية أن صعوبة تقبل المراهقات للمرض تأتي من كونه قد يسبب بدانة ويتطلب تحاليل مستمرة واستشارات طبية وفي حال وصلن لمرحلة التنقية الدموية يترتب عليهن الالتزام بعلاج لأربع ساعات نحو ثلاث مرات أسبوعيا فضلا عن الاختلاطات التي قد تحدث كفقر الدم والآلام العظمية وغيرها.
وتضيف الدكتورة نشواني إن القصور الكلوي يتطلب الالتزام بنظام غذائي صارم كالابتعاد عن الدسم والمعجنات والملح والشيبس والمشروبات الغازية وكلها أصناف محببة للمراهقات.
وتلفت الاختصاصية إلى أن “مخاوف كثيرة تشعر بها المراهقة المصابة بالمرض خاصة فيما يتعلق بموضوع الارتباط والإنجاب فتبدأ لديها نوبات التوتر والغضب ورفض العلاج والغذاء”.
وتوصي الدكتورة نشواني لمساعدة المراهقات في تقبل وضعهن بشرح حالتهن والبحث عن حلول للتعايش معه عبر وضع برنامج غذائي يناسب أوقات العلاج ويراعي أصنافهن المفضلة وشرب المياه بكثرة وإيجاد وسائل مسلية يمكن إنجازها أثناء التنقية الدموية.
دينا سلامة