اللاذقية-سانا
تهتم بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس دائرة العلاقات المسكونية بدعم العملية التعليمية في سورية من خلال تحفيز الأطفال للاستمرار في متابعة تعليمهم ولاسيما المهجرين منهم بالإضافة إلى المتضررين من أبناء المحافظات جراء الأزمة التي تتعرض لها سورية.
وقامت البطريركية خلال شهر أيلول 2014 بتوزيع نحو عشرة آلاف حصة قرطاسية على الطلبة المهجرين والمتضررين في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وتم تخصيص مراكز الإيواء والمدارس التي تحتضن عددا كبيرا من الأطفال الوافدين من محافظات أخرى بمجمل الحصص بالإضافة لمؤسسات المجتمع الاهلي التي لديها قوائم بأسماء العائلات المتضررة من المجتمع المحلي.
نشرة سانا الشبابية زارت مدرسة محمد بن أبي بكر في مدينة اللاذقية حيث يقوم متطوعو بطريركية الروم الأرثوذكس بتوزيع حصص من القرطاسية على طلابها في الحلقة الأولى حيث أكدت المتطوعة جانيت ملكي أن هذه المدرسة وحدها تضم أكثر من 1000 طالب معظمهم من الاطفال الوافدين وتاتي هذه المبادرة لمساعدتهم على المضي قدما في العملية التعليمية وتشجيعهم على التعلم ضمن الإمكانات المتوفرة لدى القائمين على المشروع.
وتتابع جانيت “استفادت محافظة اللاذقية من أكثر من 3500 حصة من إجمالي الحصص الموزعة وقمنا باستهداف الأطفال الأكثر حاجة حيث تم التوجه لمراكز الإيواء وريف اللاذقية الشمالي الذي ارتكبت فيه المجموعات الارهابية المسلحة مجزرة بحق المدنيين الابرياء قبل نحو عام بالإضافة لتخصيص المدارس التي
يتواجد فيها طلبة مهجرون في مختلف أنحاء المحافظة كما تم التوجه لأطفال مشفى تشرين لأمراض السرطان ضمن نفس البرنامج بهدف تقديم الدعم النفسي اللازم لهم”.
وتحدث اسكندر حنا عطالله متطوع في البطريركية عن أهمية تقديم المساعدات للأطفال بشكل مستمر فليس المهم ان نقدم القرطاسية لهم خلال الفصل الأول بل الاستمرار في تزويدهم بما يحتاجونه في حال استهلك الطفل ما حصل عليه مشيرا الى ان حصول الأطفال على الحصص المخصصة لهم مرتبط بتسجيل بياناتهم من دفتر العائلة للتعرف على عدد أفراد الأسرة ومقدار تضررها بالإضافة لتوثيق البيانات الضرورية للإحصاء لدى البطريركية.
ويقول “تتوسع اهتمامات البطريركية في دعم العملية التعليمية لتتجاوز مسألة توزيع القرطاسية على الأطفال الذي وصل حاليا لمحطاته الأخيرة حيث تقوم فرق متخصصة بتأهيل المرافق الصحية ضمن المدارس وإجراء دورات تعليمية متخصصة للطلاب مع الاستمرار في متابعة عملنا في توزيع مواد غير غذائية للمتضررين تشمل البطانيات والمنظفات والفرش وغيرها من الضروريات عبر فرق عمل موزعة بشكل منظم في كل مكان قادرين على الوصول اليه كفرق تطوعية شبابية”.
أما كاتيا خاشو متطوعة من حلب فأشارت الى أنها وجدت في أنشطة البطريركية تنوعا متميزا ولاسيما في مجال التعليم وتوزيع لوازم الأطفال المدرسية في بداية العام الدراسي ما يترك أثرا إيجابيا في نفوس الأطفال وأسرهم بالإضافة لوجود دعم مخصص للمرضى ومستلزمات الأسرة من ملابس وكساء كما ان وجود كادر
تطوعي متدرب يساهم في إنجاح كافة البرامج بالشكل المطلوب.
من جهته أكد باسم شرمك موجه تربوي في مديرية التربية “أهمية الدور الذي تلعبه الجهات الأهلية والمدنية في تحفيز الأطفال على الالتزام بصفوفهم الدراسية رغم الظروف التي يعانون منها فالأطفال يحتاجون في هذه المرحلة لدعم نفسي واجتماعي” لافتا إلى أن هذه المبادرات تعتبر تجسيدا حقيقيا لمفهوم التشاركية بين مختلف القطاعات الحكومية والأهلية ولاسيما أن مديرية التربية قامت بالتشبيك ما بين البطريركية من جهة والجهات التي يمكن أن تستفيد من برنامجها لتسهيل كافة الإجراءات اللازمة لإيصال الحصص للطلاب.
أما بشار عبود مدير مدرسة محمد بن أبي بكر فأوضح أن مثل هذه المبادرات يشكل رافدا هاما لأهالي الطلاب الوافدين وخاصة أن أغلبهم يعاني من ظروف صعبة جراء الأزمة الحالية مؤكدا أن المدرسة بكوادرها ومدرسيها تبذل قصارى جهدها للوصول لحالة تعليمية متكاملة تقدم المعلومة للطفل بأبسط الطرق العلمية التي تراعي الجانب النفسي لديه نظرا لكون الأطفال أكثر الشرائح تأثرا بما حصل في سورية لذا يجب ان يأخذ المدرسون والموجهون التربويون دورهم الأساسي في تجاوز هذه المشكلات.
ياسمين كروم