ريف دمشق-سانا
على بوابة مركز الدوير للإقامة المؤقتة في منطقة عدرا بريف دمشق يتزاحم مئات الأشخاص وعشرات السيارات قادمين من مختلف مدن ومحافظات سورية للعبور إلى الداخل والالتقاء بذويهم وأقاربهم الخارجين من جحيم إرهاب التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية ومعانقتهم بعد سنوات طويلة من الفراق وانقطاع أي تواصل بينهم.
جميع الساعين لعبور بوابة المركز يتلهفون لرؤية ذويهم وأسرهم بعد سنوات من انقطاع أخبارهم… وكثيرون من هؤلاء كان يعتقد انه فقد أشقاء أو أبناء أو أسرة بكاملها إلى الأبد.. ولكن سرعان ما تنفرج أساريرهم وتتبدل ملامح الوجوه من القلق إلى الارتياح وهم يتلمسون طريقهم نحو من يبحثون عنهم بعد تأكدهم عبر اللجان المنظمة في المركز عن وجود أسماء من يبحثون عنهم هنا في المركز.. وهذا رجل في العقد السابع من عمره يقول أنه كان ينتظر بفارغ الصبر سماع أي خبر عن عائلته التي فارقها منذ سنوات على أطراف الغوطة ليفاجأ بهم في المركز وقد جاء بسيارة لنقلهم الى حلب ليقيموا عنده إلى أن يستكمل الجيش العربي السوري تحرير الغوطة الشرقية من رجس الإرهاب وليعودوا جميعا إلى بلدتهم وبيوتهم سالمين آمنين فيها.
امرأة ستينية تقول ..أنها وزوجها وأبناءها بانتظار وصول أحد أقاربهم لنقلهم إلى دمشق والإقامة معهم معبرة عن سعادتها لتجاوزها تلك المحنة حيث أجبرها الإرهابيون مع أفراد عائلتها للبقاء في الغوطة الشرقية في ظروف صعبة جدا لعدة سنوات عانوا خلالها الترهيب والجوع والمرض جراء تحكم هؤلاء الإرهابيين بكل تفاصيل حياتهم إلى أن تمكنوا من الفرار واللجوء إلى مواقع تمركز وحدات الجيش عبر ممر حمورية حيث استقبلهم رجال الجيش وأمن وصولهم الى مركز الإقامة المؤقت هنا في الدوير.
في أرجاء المساحة الرحبة المخصصة لمركز الإقامة يجهد عشرات العمال باختصاصات مختلفة بوضع اللمسات الأخيرة لمزيد من الغرف الإسمنتية والخشبية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الخارجين من الغوطة الشرقية الذين تقلهم عشرات الحافلات من الممرات التي أمنها الجيش العربي السوري.
وبنظرة عامة على المركز من الداخل يمكن الاطمئنان على الحالة الصحية للخارجين من الغوطة والوافدين إلى المركز حيث تنتشر في الأرجاء عدة مراكز صحية لمديرية الصحة والهلال الأحمر تعمل كخلية نحل على استقبال جميع الحالات التي تستدعي التدخل السريع إضافة إلى إجراء عشرات المعاينات والفحوص لجميع الخارجين ولا سيما للأطفال والعجائز وأصحاب الاحتياجات الخاصة مع وفرة في الأدوية الضرورية ومستلزمات الاسعاف السريع إضافة إلى سيارات الإسعاف المتوزعة بما يؤمن القيام بمهامها على أكمل وجه.
من جهته أكد مدير مركز الدوير إبراهيم حسون لموفد سانا استعداد المركز لاستقبال أعداد غير محدودة من الوافدين الخارجين من الغوطة الشرقية مع اتمام جميع الاستعدادات اللازمة لتأمين إقامة لائقة لجميع الخارجين مشيرا إلى أن المركز استقبل بالأمس 46 حافلة كبيرة تقل مئات العائلات وأن الاستعدادات المتخذة حاليا كافية لاستقبال أضعاف هذا العدد.
ونوه حسون إلى الدور الذي تقوم به محافظة ريف دمشق لتأمين كل المستلزمات الملحة التي يتطلبها عمل المركز لتقديم الخدمات الضرورية للخارجين من الغوطة.