براغ-سانا
كشفت دراسة صحية تشيكية حديثة أن 20 بالمئة فقط من الصحة التي سيتمتع بها الأطفال في الكبر تحددها الجينات التي ورثوها في حين أن 80 بالمئة من صحتهم تحددها عوامل أخرى ولاسيما نوعية الطعام الذي يتناولونه خلال الأعوام الثلاثة الأولى من أعمارهم والبيئة التي ينمون فيها.
وأكد الدكتور ييرجي برونسكي من العيادة الطبية للأطفال في مشفى موتول الجامعي في براغ الذي وضع الدراسة.. أن اختيار نوعية الطعام على وجه الخصوص خلال الألف يوم الأولى من عمر الطفل بما فيها فترة الحمل تحدد فيما إذا كان جسم الطفل سيواجه بشكل جيد التاثيرات السلبية للوسط الخارجي وسيستطيع
تجنب نشوء أمراض مختلفة مثل البدانة أو السكري.
وشدد على أن التغذية المناسبة يمكن لها أن تؤثر على الاقلاع بالشكل الأفضل باستقلاب الدهون ووظائف جهاز المناعة وتطور دماغ الطفل مشيرا إلى أنه في الفترة المبكرة من العمر يلعب دورا هاما في الأمر بناء أفضليات التذوق والشهية والعادات الغذائية الصحية التي تؤثر لاحقا على صحة الطفل طوال عمره.
واكد أن برمجة التغذية للاطفال في وقت مبكر يلعب دورا حاسما في منع تشكل الأمراض لاحقا ويؤثر بشكل أكبر على برنامج التغذية في الكبر موضحا أن الأمر يكمن في أن كل خلية في الجسم لها مفتاح ميكروي ولذلك في حال تلقي خلايا الطفل في فترة الحمل والرضاعة والسنوات القليلة اللاحقة محرضات مناسبة ولاسيما مواد مغذية فإن هذا المفتاح للخلايا اما يشتغل بشكل صحيح أو يغلق وبالتالي يؤثر في نشاط وعمل الخلية.
وأضاف أنه بلغة بسيطة يمكن للخلايا بفضل التغذية تعلم العمل بشكل صحي ولمصلحة الجسم كله مشيرا إلى أن التغذية وفق استراتيجية البرمجة الغذائية تحرص على أشياء هامة كالنوعية والكمية الصحيحة للمواد الغذائية والحرص على أن تكون قائمة الطعام متوازنة ومتنوعة مع التشديد على إدراج مواد تبدو للوهلة الأولى غير اعتيادية بالنسبة للاطفال في الاعمار الأولى كذلك الحرص على أن يكون الطعام غنيا بمصادر الطاقة الصحية والكشف بشكل مبكر عن الحساسية من بعض المواد الغذائية.