منعكسات الحرب مع الأمل.. في لوحات اسماعيل نصرة-فيديو

دمشق-سانا

على مدى سبع سنوات من التأمل والانفعال الداخلي انتج الفنان اسماعيل نصرة لوحات معرضه الذي استضافته مساء اليوم صالة فاتح المدرس والتي حملت منعكسات وآثار الحرب الظالمة على سورية حيث ركز على الأطفال والنساء وما عانوه من جراء تكسر أحلامهم وتشوه أمانيهم إلى جانب مساحات من الأمل والضوء الذي يبشر بالغد القادم.

من ناحية التقنية كان هناك نقلة باتجاه ادخال الكولاج “استخدام مواد مختلفة” إلى اللوحة مع التقشف أحيانا في اللون وتقديم الألوان الحارة الصريحة مثل الأحمر والأصفر بمناخات مشرقة بالضوء ما شكل حالة ارتياح لدى المشاهد رغم قساوة الموضوع أحيانا وخاصة في تلك اللوحات التي ضمت مجموعة من الأطفال وهم في حالة ذهول وترقب لما يحدث من حولهم.

أما الاسلوب فجاء متوافقا مع المواضيع التي اقتربت من الواقع في طرحها إلى جانب المحافظة على الأشكال التعبيرية للنساء والأطفال التي اشتهر بها الفنان بعد تجربة طويلة له في تقديم التعبيرية الحالمة البعيدة عن صخب الواقع ومنعكساته كما كان للتنويع بالاحجام بين الكبير والصغير جداً دلالة نفسية حول الرؤى لواقع تعددت صوره وآثاره عند الناس.

وحول خصوصية المعرض قال الفنان نصرة في تصريح لسانا “خلال فترة الحرب على سورية توقفت عن الرسم لمدة عام في البداية بسبب الصدمة التي حصلت لي كغيري من الفنانين السوريين وبعدها بدأت الأفكار تتفاعل وتنضج في ذهني وهذا أخذ وقتا حتى خرج كانعكاس لصورة صعبة عشناها لمدة سبع سنوات” مبينا أن موضوع لوحته اختلف حيث تحولت المراة الحالمة الى وطن بكل أوجاعه ودخل الأطفال إلى اللوحة.

وتابع نصرة “ما قدمته هو ما جال في فكري وبصورة غير مباشرة أو صادمة لأن الناس بحاجة دائما إلى مساحة من الأمل والفرح من خلال العمل الفني ليشعروا بوجود الحياة “لافتا إلى أن اللوحة الصغيرة لها ذات أهمية اللوحة الكبيرة وتأخذ من الجهد والمعطيات ما يجعلها تحمل الكثير من التكثيف إلى جانب صعوبة تنفيذها مقارنة بالعمل الكبير.

وأوضح نصرة أن الفنان يجب أن يعرض نتاجه الفني للناس لأنه يعمل من أجلهم وهم ينتظرون دائما أن يشاهدوا جانبا آخر من الحياة بطريقة فنية مشيرا إلى أن الأمل له مساحة كبيرة في لوحاته.

واعتبر نصرة أن معرضه الفردي الـ15 اليوم هو من أهم المعارض التي قدمها لأنه مرتبط باسم الفنان الراحل فاتح المدرس الذي درسه مادة علم الجمال مبينا أن له ذكريات مهمة في هذا المرسم قبل أن يتحول إلى صالة عرض فنية ما يعطي برأيه قيمة مضافة للمعرض.

يذكر أن المعرض يستمر حتى 29 من الشهر الجاري.

والفنان إسماعيل نصرة خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1987 وحاصل على دبلوم دراسات عليا 1998 وحائز مجموعة من الجوائز المحلية
والخارجية وله مشاركات كثيرة في المعارض الجماعية والعديد من المعارض الفردية وأعماله مقتناة في عدد من دول العالم.

محمد سمير طحان