الشريط الإخباري

بريطانيا تفتعل أزمة مع روسيا بذريعة قضية سكريبال

دمشق-سانا

رغم نفي روسيا الاتحادية لأي علاقة لها بقضية تسميم الضابط الروسي السابق سيرغي سكريبال في جنوب بريطانيا إلا أن لندن تتعمد تصعيد المواقف معها وسط شكوك روسية في الدوافع الحقيقية وراء افتعال هذه الأزمة في العلاقات بين البلدين وفي هذا التوقيت بالذات.

الأوساط السياسية الروسية نددت بالاتهامات البريطانية التي تحمل موسكو المسؤولية عن تسميم سكريبال وأكدت استعداد روسيا لإجراء تحقيق مشترك مع بريطانيا حول القضية حيث وضعت وزارة الخارجية الروسية الاتهامات البريطانية في سياق “الاستفزاز الوقح وغير المسبوق” فيما يرى محللون أنها محاولة للتأثير على الأوضاع في روسيا قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الأحد المقبل.

الاتهامات البريطانية التي تبعها إنهاء مهمة 23 دبلوماسيا روسيا في لندن وتعليق الاتصالات الثنائية قابلتها ردود أفعال روسية حازمة كان أحدثها تأكيد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سينتقى شخصيا خيارات الرد على بريطانيا بشأن قضية سكريبال لتكون متوافقة بالشكل الأفضل مع مصالح روسيا لافتا إلى أن الجانب الروسي يرى موقف بريطانيا “غير مسؤول” سواء من وجهة نظر العلاقات الدبلوماسية أو من ناحية انتهاك القانون الدولي من الجانب البريطاني الأمر الذي يبدو جليا.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جانبه أعلن اليوم أيضا أن موسكو قررت طرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على إجراءات لندن ضد روسيا وقال إن ادعاءات بريطانيا ضد روسيا “وقحة” ولا تستند إلى أدلة مضيفا: إن دوافع ونوايا لندن في قضية سكريبال “غير نظيفة” وإنها لو كانت عكس ذلك لكانوا أخبرونا عن الدلائل ولقدموا إجابات عن التساؤلات التي طرحناها … بما فيها تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا شدد من جانبه أمس على أن الاتهامات المنسوبة لموسكو من قبل لندن في مزاعم تسميم الضابط سكريبال غير مقبولة مؤكدا في الوقت نفسه استعداد بلاده لإجراء تحقيق مشترك مع بريطانيا حول القضية ومشيرا إلى أن المادة الكيميائية التي استخدمت في حادثة تسميم سكريبال صنعت على الأرجح في بريطانيا وليس في روسيا.

في المقابل الولايات المتحدة وفرنسا حليفتا بريطانيا التقليديتان سارعتا إلى مشاركتها الاتهامات نفسها وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن الولايات المتحدة “متضامنة بشكل تام مع بريطانيا” في هذه القضية في حين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إنه سيعلن في الأيام المقبلة الإجراءات التي ينوي اتخاذها في قضية سكريبال.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شددت بدورها على ضرورة الحفاظ على العلاقات مع روسيا ومواصلة المباحثات على الرغم من الخلافات بعد تسميم سكريبال إلا أنها قالت إن برلين تنظر بجدية إلى البيانات التي تلقتها الحكومة البريطانية وإنه سيتم في المستقبل القريب التوصل إلى موقف أوروبي عام في هذه القضية.

وفي العمق يرى مراقبون أن توقيت افتعال هذه الأزمة من قبل بريطانيا هو توقيت سياسي بامتياز مع قرب الانتخابات الرئاسية الروسية ومحاولة التأُثير عليها رغم صعوبة ذلك كما وقعت أيضا في وقت تواجه فيه بريطانيا وضعا حرجا في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي وانقساما إلى حد ما في صفوف حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي .

محمد جاسم

 

انظر ايضاً

زاخاروفا: قلق كوريا الديمقراطية على أمنها بعد الأحداث التي وقعت في كوريا الجنوبية بات مبرراً

موسكو-سانا أكدت المتحدثة في وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن قلق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية …