الوطن العمانية: الغرب اخترع تنظيم “داعش” الإرهابي للتدخل في شؤون دول المنطقة

مسقط-سانا

أكدت صحيفة الوطن العمانية أن ما يحصل اليوم في سورية هو جزء مكمل لما جرى اعتماده على أراضيها منذ أن انطلقت أول رصاصة عدوة إرهابية عليها مشيرة إلى أن “الغرب تمكن بعد كل ما جرى خلال السنوات الأربع من عمر الفوضى العربية أن يجعل من تدخله في كل قطر عربي مادة حياته ووجوده إذ اخترع شتى الأساليب التي تسمح له بهذا التدخل ساعة يشاء”.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “إنه عصر التدخلات لصيانة الفوضى وحمايتها”: “إن الغرب اخترع /داعش/ لهذه الغاية كما اخترع قبلها كذبة أسلحة الدمار الشامل ونشر الحرية والديمقراطية وغدا سيخترع سببا أكثر غرابة من أجل تدخل مختلف ربما يصل إلى حد التصادم مع السيادة الوطنية”.

وأضافت “أصبح لدينا كل الدلائل على أن دولا كبرى تخترع لنفسها أسلوبا ترى فيه الضرورة للتدخل في الآخر” مشيرة إلى أن الموقع الجيوسياسي لسورية يجعل العين الإسرائيلية ساهرة وحلم التدخل والمشاغلة قائما في كل لحظة والأمريكي والغربي عموما لا يريد بلدا كسورية كاد بعد خمس سنوات من عام 2011 أن يصبح منتجا ومكتفيا ومصدرا وصانعا وله ثقافته الممانعة الحرة والمعتمدة منذ زمن بعيد إضافة إلى روح الاستقلال التي يتمتع بها.

وأوضحت الصحيفة أن “الطائرات الغربية تطير اليوم وتغير على مواقع سورية وفي طيات كل منها مخاوف من أن يتحول التدخل الذي له بعده إلى تدخل ذي أبعاد مختلفة يكمن الشيطان في تفاصيله” مبينة أن “الغرب لن يترك قطرا عربيا إلا ويسلمه لريحه كي يعبث به إذ لم يعد التدخل سرا أو مخفيا صار علانية وبطريقة متقدمة تلعب فيها الأهواء وتزنرها المصالح”.

واستغربت الصحيفة كيف تحولت تركيا من جارة هادئة صديقة إلى عدو متحرك لاعب مدرك لمخططه القديم الذي جاء توقيته في عرفه فهو يفتح الطرق وليس طريقا أمام شتى الإرهابيين لتدمير سورية وهو يحتضن ويمول ويقدم ما يستطيع في تدمير جار لم يقم بأي سوء تجاهه بل كان علامة مضيئة في حياة حكمه.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول “إنه إذن عصر الفوضى المصنوعة وعصر التدخل لصيانتها وعصر الاقتراب من الخطوط الحمر التي تجعل الاحتكاك بالسيادة الوطنية أمرا قد يؤدي إلى نزاعات أكبر بكثير مما هو قائم”.