طوكيو-سانا
بعد مرور سبع سنوات على إحدى أسوأ الكوارث النووية في التاريخ التي تسببت بمقتل آلاف الأشخاص ما زالت اليابان تعاني من تداعيات وعواقب كارثة فوكوشيما النووية التي اجتاحت سواحل شمال شرق اليابان اثر زلزال قوي في 11 آذار 2011 والتي لا تقتصر على المهام الشاقة لإعادة الإعمار وإنما تجاوزتها لأعمال التنظيف النووي التي يتوقع أن تستغرق أجيالا وبتكاليف ضخمة مع وجود مشاكل تقنية لا يمكن حلها.
وتسببت الكارثة بأضرار جسيمة لثلاث مفاعلات نووية وما زال آلاف الأشخاص ممن أجبروا على النزوح من منازلهم في أعقاب الكارثة بعيدين عنها عدا عن معاناة آلاف آخرين نتيجة مشاكل صحية وأمراض مرتبطة بالكارثة.
وفي ذكرى كارثة فوكوشيما قال رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي اليوم إن “أكثر من 70 ألف شخص ما زالوا غير قادرين على العودة إلى مناطق سكنهم رغم مرور سبع سنوات على الكارثة”.
وأقر أبي بأن “المعاناة جراء الكارثة ما زالت مستمرة رغم ان عمليات إعمار المناطق المتضررة أحرزت تقدما.. إذ إن آلاف الأشخاص مازالوا غير مستقرين وغير قادرين على العودة إلى مساكنهم رغم مرور سنوات على إجلائهم”.
وكان زلزال هائل بقوة 9 درجات على مقياس ريختر ضرب فوكوشيما في آذار 2011 أعقبته موجات مد عاتية “تسونامي” غمرت المنطقة وجرفت المباني والسيارات وتبع الزلزال انفجار في المحطة النووية تسبب بمقتل آلاف الأشخاص وبأضرار جسيمة لثلاث مفاعلات في منشأة “دايتشي” التي حصلت فيها انصهارات بعد تعطل أنظمة التبريد الرئيسية وامدادات الطاقة الاحتياطية متسببة بكارثة نووية أدت إلى إجلاء 300 ألف شخص.
ووفقا لأرقام رسمية تسببت تلك الكارثة بمقتل 15895 شخصا وفقدان 2539 وتشريد 73349 آخرين ما زالوا يعيشون بعيدا عن مساكنهم بعد أن تحولت لمناطق أشباح.
كما كشفت بيانات حكومية أنه مع نهاية أيلول الماضي لقي 3647 شخصا حتفهم نتيجة مشاكل صحية وأمراض مرتبطة بالكارثة بعد مغادرتهم للمنطقة.
وكانت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية القابضة “تيبكو” المشغلة لمحطة “فوكوشيما دايتشي” النووية تمكنت من إيقاف المفاعلين رقم 5 و6 في المحطة بنجاح كما تم انتزاع أكثر من 1500 من قضبان الوقود في المفاعل رقم 4 وتخزينها بأمان بحلول نهاية عام 2014 لكن المشكلة تكمن في إزالة الوقود النووي والحطام من المفاعلات رقم 1 و2 و3 والتي وفقا للخبراء تمثل التحدي الأكبر لعمليات التفكيك.
ووضعت الحكومة اليابانية والشركة المذكورة خططا لبدء إزالة الوقود من المفاعلات الثلاثة عام 2021 إلا أن الشكوك تساور الخبراء بشأن ما إذا كانت تلك الخطط ستنفذ كما هو مقرر لها إذ إن إحدى الصعوبات تكمن في مستويات الأشعة العالية جدا ضمن المفاعلات عدا عن أن تلك العمليات باهظة التكاليف وفقا لما أعلنته وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية حيث يتوقع أن تبلغ تكاليف إزالة التلوث ومعالجة المياه الملوثة 8 تريليون ين ياباني أي ما يعادل 75 مليار دولار إضافة إلى مشاكل إزالة التلوث من التربة ومعالجة المياه الملوثة ويتوقع أن تستغرق عمليات التنظيف في الموقع ما بين 30 و40 عاما.
وأحيا اليابانيون اليوم ذكرى ضحايا الزلزال المدمر بفوكوشيما في العاصمة طوكيو بحضور رئيس الوزراء الياباني والأمير أكيشينو الابن الأصغر للامبراطور أكيهيتو وزوجته إضافة إلى عدد من الناجين.