حمص-سانا
زار وفد برلماني ألماني اليوم محافظة حمص واطلع على سير الحياة الطبيعية فيها بعد تطهيرها من الإرهاب وتجول في عدد من شوارع مدينة حمص والتقى المسؤولين والأهالي واستمع منهم إلى شرح عن الظروف التي مرت بها مدينة حمص وريفها وكيف واجهت التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من الدول الغربية وبعض الدول العربية و”اسرائيل”.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي خلال لقائه الوفد أن محافظة حمص قدمت تضحيات كبيرة من أجل إعادة الامن والأمان والاستقرار إلى أرجاء المدينة وأن الجيش العربي السوري استطاع أن يحرر الكثير من المناطق إضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت من أهالي محافظة حمص وخصوصا الوجهاء وأعضاء مجلس الشعب ولجان التواصل الاجتماعي الذين عملوا لإنجاز المصالحات بتوجيهات من القيادة واستطاعوا إعادة الأمن والأمان والاستقرار بجهود مشتركة.
وبين البرازي خلال اجتماعه مع الوفد في مبنى محافظة حمص أن الجيش العربي السوري واجه ببسالة عناصر تنظيم داعش الإرهابي في عدة مناطق كالسخنة والقريتين وتدمر مبينا أن مدينة حمص تحررت من الإرهاب ويتم العمل حاليا على تحرير الريف والمصالحات أسهمت في إعادة الامن والاستقرار إلى المدينة.
وأشار محافظ حمص إلى الإجراءات الأحادية الجانب المتخذة ضد سورية والتي أدت إلى الكثير من المصاعب للشعب السوري وخصوصا في المجالات الطبية والافتقاد إلى قطع التبديل للأجهزة والحاجات الأساسية مؤكدا ضرورة إنهاء هذه الإجراءات.
واستعرض محافظ حمص من خلال فيلم قصير الإعتداءات الإرهابية التي استهدفت حمص خلال الفترة الماضية والحياة في مدينة حمص من عام 2014 وحتى اليوم مشيرا إلى أن أكثر من أربعة آلاف عائلة عادت إلى حي الوعر منذ تحريره لافتا إلى ضرورة أن يكون لألمانيا دور في بناء سورية في مرحلة إعادة الأعمار.
بدوره عبر رئيس الوفد البرلماني الدكتور كريستيان بليكس عن سعادته بزيارة مدينة حمص بعد زيارته لدمشق واطلاعه على الواقع واخذ فكرة عن حجم الأضرار التي تعرضت لها المدن السورية لتكوين صورة كاملة عن الوضع لرؤية ما يمكن تقديمه من جهود مشيرا إلى الدافع الذي لمسه عند الناس لإعادة بناء بلدهم وبيوتهم.
واعتبر بليكس أنه ما من شخص متحضر يقبل أن يحصل ما يحصل للمدنيين وليس هناك أي مبرر لالحاق الأذى بالمعالم الحضارية والثقافية في سورية وخصوصا ما حصل في مدينة تدمر التي هي تراث للإنسانية بمجملها وما تم هو تدمير للإنسانية والثقافة والحضارة.
وخلال زيارته لمدينة حمص جال الوفد البرلماني في جامعة البعث واطلع على العملية التدريسية في عدة كليات”الموسيقا والهندسة المعمارية والعلوم” واستمع إلى العديد من المعزوفات من طلبة جامعة البعث والتقى العديد من الطلبة واستمع منهم إلى شرح عن الواقع في الجامعة.
الدكتور بسام إبراهيم رئيس الجامعة أكد ان جامعة البعث لديها اتفاقيات تعاون مع الجانب الألماني عددها أربع وعشرون اتفاقية تعاون علمي مع أهم الجامعات ألمانية إضافة إلى نحو الخمسين من المعيدين للدراسات العليا الماجستير والدكتوراه في ألمانيا واتفاقيات للتعاون العلمي.
كما زار الوفد حديقة طريق الشام بعد إعادة تأهيلها بعد أن دمرت من الإرهاب وزار مدرسة الكندي في حي الوعر والتي تمت صيانتها بتمويل من منظمة اليونسيف وبإشراف مديرة التربية بحمص.
وأكد أحمد إبراهيم مدير التربية بحمص أهمية زيارة الوفد والاطلاع إلى الواقع التربوي والمدارس التي تمت إعادة تأهيلها وخصوصا في حي الوعر والبالغ عددها إحدى عشرة مدرسة وهذه المدارس تم تاهيلها بعد تحرير حي الوعر من الإرهاب.
واطلع الوفد إلى مركز الرعاية الاجتماعية في حي الوعر الذي تم افتتاحه مؤخرا ومشفى الوليد الذي يتم تأهيله حاليا وأكد الدكتور سميح شربك مدير المشفى أن عمليات الترميم بدأت من نحو ثمانية أشهر ووصل التنفيذ إلى نحو تسعين بالمئة وخلال شهرين سيكون جاهزا لاستقبال المرضى وإجراء عمليات الجراحة وافتتاح الأقسام العامة.
كما جال الوفد بحي الخالدية وحي القصور وحمص القديمة “الجامع الكبير والسوق التراثي المسقوف وكنيسة أم الزنار”.
وفي تصريح للصحفيين أكد رئيس الوفد البرلماني بليكس أنهم شاهدوا خلال الجولة عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة التي كان المسلحون يحتلون جزءا منها في يوم من الأيام وكيف يعيش الناس حياتهم بشكل طبيعي وألقوا نظرة على الوضع الإنساني في مدينة حمص وأكد أنه رأى أن الأمور تكاد تكون طبيعية في المدينة وهناك تنظيم للحياة في حمص ونظافة في الشوارع موضحا أن الوضع في سورية أفضل من أماكن كثيرة أخرى مؤكدا أن سيوصل ما رآه إلى ألمانيا.
ويضم الوفد النواب اديو هيميجرين وجورين بوهي وفرانك بسيمان والدكتور هرد ويل في البرلمان الاتحادي”البوندستاغ”وتوماس اركمان في البرلمان المحلي لولاية نوردراين فيستفاليا.