دمشق-سانا
أربعة عشر شاعرا من عدد من الدول العربية بينها سورية إضافة إلى إيران حضروا مع قصائدهم في أول أيام الملتقى الشعري الأول للمقاومة الذي ينظمه اتحاد الكتاب العرب والمجمع الدولي للمقاومة تحت عنوان “المقاومة هي الدفاع المقدس عن الحق” في مقر اتحاد الكتاب بدمشق.
الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب قال في كلمة بافتتاح الملتقى إن “سورية كانت من أوائل الدول التي تنتصر للمقاومة وتدافع عنها برغم ما تتعرض له من مؤامرات تتحطم على أبوابها كما كانت عبر تاريخها لأن المقاومة عند السوريين إيمان وفعل مقترن معه” معتبرا أن هذا الملتقى ترجمة حقيقية لما يسطره محور المقاومة من انتصارات تحققها سورية وحلفاؤها في وجه الإرهاب والمؤامرات.
المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق أبو الفضل صالح نيا قال بدوره “يعكس الملتقى الرأي العام في المنطقة الذي يقف ضد قوى الشر والارهاب ومؤامرات الصهيونية ومن معها ويتبنى طروحات محور المقاومة” مؤكدا أن المقاومة تمثل الشعوب والدول التي تبحث عن الحق.
من جهته قال خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية في كلمته إن “المقاومة هي المواجهة الحقيقية للمشروع المعادي وان هذا الملتقى هو صدى الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ومحور المقاومة في وجه القوى المتآمرة على أمتنا وانتصارهما للقضية الفلسطينية”.
وعكست قصائد الشعراء المشاركين الانتصارات التي يحققها محور المقاومة كما في قصيدة الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي التي حملت عنوان /حلم بطعم الشام/ التي قال فيها: “ما زال لي حلم بطعم الشام.. حين يفيض سحر الياسمين.. على أزقتها فتحتفل الروابي والسهول”.
أما الشاعر الدكتور جابر سلمان فتناول في نصه الشعري /أديب الأربعين/ تصميم المقاومة والشعب السوري على الانتصار للحضارة وللشعوب ورفض المتاجرة بالقضايا القومية وبمصير الانسان فقال “أنا لست ممن تاجروا باسم القضية وادعوا النصر المبين.. انا جيل من حمل الحضارة.. دأبهم نشر الحضارة في مقارعة الخطوب”.
الشاعر محمد حديفي من سورية اعتبر في قصيدته أن كل الجمال والمجد الذي تتسم بهما سورية عبر تاريخها سوف يكون طريقهما النصر فقال “حينما يصبح سقف المجد أعلى من فراشات القصيدة.. ويحار الشعر في اي حقول يتجول.. قف قليلا أو إلى ما شاءت الأرض أن تبقى فسحر الأرض أبقى.. وهواء الأرض أنقى”.
وحفلت قصيدة الشاعر محمد خالد الخضر التي حملت عنوان /غضب الشاعر/ بمشاعر فياضة تعبر عن الوقوف بوجه كل من يريد أن يلحق الأذى بدمشق فقال: “إذا غضبت دمشق يفور جرحي.. وتنفجر القنابل من دمائي وإن شاهدت آسادا غضابا.. سأغضب هكذا تلقى الفدائي”.
الشاعر سليمان السلمان رأى في قصيدته /انطق بحق/ أن الحق هو الذي دفع الأمم إلى مقاومة أصحاب النفاق والطمع والتآمر على هويتنا وإرثنا التاريخي فقال في قصيدة: “انطق بحق واحترس.. من باطل ملأ المدائن والقفار.. قد سلحوه بكل ما ورث النفاق.. ما ظل عاق في اراجيح الخيانة ما أفاق.. ثم استظلوا عرش اغنيتي وجاؤوا للعناق”.
على حين هللت الشاعرة هيلانة عطا الله في نصها /للنصر/ واعتبرت أنه وعد الله الذي تحققه المقاومة فقالت: “تلك المهج الخضر توالت من وعد الله المخطوط في الرقم الأولى.. وعلى ألوية المعراج.. على أهداب القمر تعلق”.
الشاعر محي الدين محمد في قصيدته /وزع غلالك فيهم/ تحدث فيها عن اسطورة المجد والنصر التي سطرها شهداء الجيش العربي السوري فقال: “عصر الرماد سفين ركبه اللهب.. لأنها الحرب من أسرارها اللقب ان لأقرأ في شطآنها وجعي.. والبس العمر لونا لونه الريب”.
على حين رأى الشاعر ابراهيم عباس ياسين من سورية أن هذا الوطن مليء بالجمال والورود ولا يمكن ان ينكسر فقال: “هذي البلاد صلاة الله مئذنة.. من ياسمين دعاء ليس ينكسر لابد من آية للشمس في دمها.. تنهل عشقا وبالأعياد تنتشر”.
على حين جاءت قصائد الشعراء العرب المشاركين مليئة بالوفاء والمحبة لسورية فالشاعر عبد الله حمله من اليمن جسد بنصه حبه واهل اليمن لدمشق بأسلوب عاطفي شفيف فقال: “عطر الكرامة يا شآم يضوع..عجت به تلك الربا وربوع”.
أما الشاعرة أمل طناني من لبنان فتغنت في نصها ببهاء دمشق وجمالها وما سطرته في التاريخ من جمال وكرامة وان كل من يصيبه هم لم يستغث بالشام فقالت.. منذ الطفولة يعدو العمر في لغتي..تبل لدغته في الحرف أحلام مذ كنت أسكب في أرجوحتي أملي..فقصت الحبل فوق الشوك أوهام وكنت إذا نزف بالجرح أوردتي..ما صحت أمي ولكن صحت يا شام”.
الشاعر الفلسطيني محمد معتوق في قصيدته /تفاحة النور/ عبر عن جمال سورية وما وصلت اليه بعد بهاء وسمو انتصاراتها المتواصلة فقال.. /جلس الصباح على الاريكة باسطا ظل اليمام..على مناديل السماء..نادى لعشب لن يموت على الرصيف..وفي الأزقة لو توارى الغيم في أخدود ماء”.
أما الشاعر العراقي قاسم الشمر فحيا أولئك الذين يقاتلون ويضحون بدمائهم بشغف ومحبة كبيرين فقال: “سلاما على الغافين فوق دمائهم..كبيرا علينا أن نكابدهم ذكرى..سلاما على من يفلق البحر وافدا ولم يزل شاجوره يلقف السحرا”.
وفي الوقت عينه القى الشاعر ابراهيم البريدي من لبنان قصيدة بعنوان /اطلق جناحيك/ يشجع فيها رجال المقاومة على مواكبة النضال حتى النصر والتحرير فقال: “أطلق جناحيك واسبق رتل من ضربا..والماخرات بحور المعتلى سربا” وفي نصه قمر الخليل تحدث الشاعر قاسم فرحات من فلسطين عن أهمية المقاومة وما فعلته في مواجهة الإرهاب والمشروع الصهيوني فقال: “وفتحت أبواب النهار..لم ترى أن الريح سوف تهب عاصفة على زنديك..والصدر المشرع للغزاة القادمين من البحار”.
وعبر الشاعر الإيراني مرتضى حيدري آل كثير عن الصمود الذي يبديه أطفال قطاع غزة بوجه الاحتلال الصهيوني وهم يستلهمون من المقاومة ثباتها محاولين أن يدافعوا عن وطنهم وكرامتهم فقال: “أطفال غزة ما ذاقوا طفولتهم..فليس عيبا اذا بالشيب قد وصفوا امنت بالصمت مذ راح الكلام سدى حزنا بحجم البلاد ليس ينتصف”.
حضر الملتقى الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام.
محمد خالد الخضر