لندن-سانا
أكد قادة عسكريون بريطانيون سابقون أن مشيخات الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر تقوم بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق بما فيها تنظيم داعش الإرهابي الذي قام مؤخرا بإعدام عامل الإغاثة البريطاني الان هينينغ مطالبين الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الدول التي تقف وراء ظهور التنظيمات والحركات المتطرفة.
وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن وزير الدفاع البريطاني السابق ليام فوكس والقائدين العسكريين السابقين لورد دانات وجوناثان شو أكدوا في تصريحات جديدة لهم أن “دولا خليجية مثل قطر والسعودية تساعد في ظهور التطرف العنيف من خلال إرسال الأموال إلى التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي”.
وأشار القادة العسكريون البريطانيون إلى أن الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة في إطار ما يسمى “التحالف الدولي” بمشاركة عدد من هذه الدول الممولة للإرهاب لن تجدي نفعا في القضاء على التهديدات الإرهابية مطالبين الحكومة البريطانية في الوقت ذاته باتخاذ إجراءات صارمة ضد مشيخات الخليج التي تدعم التنظيمات الإرهابية وممارسة الضغوط على زعماء هذه المشيخات من أجل معالجة مشكلة التطرف من خلال التوقف عن تمويل الشبكات الإرهابية والايديولوجية الدينية التي تغذيهم.
وتزايدت في الآونة الأخيرة التقارير التي تكشف الدور الرئيسي الذي تلعبه مشيخات الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر والكويت في تمويل التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق والعلاقات الوثيقة التي تربط بريطانيا مع هذه الدول رغم إدراكها لمدى الدعم الذي تقدمه تلك الدول للإرهابيين.
وفي هذا السياق أكد فوكس أن مشيخات الخليج تقوم بتمويل الإرهابيين قائلا إن تنظيم داعش الإرهابي ممول جيدا وأن هذه الأموال تدفقت من شخصيات ثرية في دول الخليج إن لم يكن من حكوماتها.
وقد أظهرت تحقيقات أجرتها صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن عشرات الملايين من الدولارات جمعت من قبل مؤسسات وأفراد أثرياء في مشيخات الخليج لتقدم إلى تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في الوقت الذي تغض فيه سلطات هذه المشيخات الطرف عن هذه المشكلة الخطيرة والتواطؤ الواضح من قبل
مواطنيها ومؤسساتها مع تنظيمات إرهابية معينة.
من جهته أكد قائد الجيش البريطاني السابق لورد دانات “أنه من غير المقبول على الإطلاق قيام بعض الأشخاص في قطر والسعودية وغيرهما بإرسال مبالغ كبيرة من الأموال إلى تنظيم داعش الإرهابي داعيا الحكومة البريطانية إلى الإصرار على أن تقوم أنظمة الحكم الخليجية بتفكيك شبكات تمويل الإرهاب قبل السماح لهذه الأنظمة بشراء مزيد من الأسهم في المشاريع البريطانية” .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مشيخة قطر تملك بالفعل عددا من المعالم والأبنية المشهورة في بريطانيا على غرار محلات هارودز التي تعد أحد أهم الأماكن التجارية في العاصمة لندن وناطحة السحاب شارد فضلا عن امتلاك المشيخة الخليجية أسهما كثيرة في أشهر الشركات البريطانية.
وأوضح دانات أنه من غير المقبول أيضا الترحيب بضخ رؤوس أموال في مشاريع كبيرة مثل ناطحة السحاب شارد في لندن من دون ممارسة أقوى الضغوط على قطر لملاحقة بعض المتورطين في تمويل التنظيمات الإرهابية مشيرا إلى أن هذا النفاق من شأنه تقويض العديد من الإجراءات السياسية والعسكرية الأخرى التي يتم اتخاذها لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
من جهة ثانية قال الجنرال جوناثان شو وهو مساعد سابق لرئيس هيئة الأركان في الجيش البريطاني “إن الحملة العسكرية الحالية ضد تنظيم داعش الإرهابي غير مجدية ما لم تتم معالجة الأيديولوجية الخفية التي تقف وراء ظهوره” مؤكدا أن هذه الايديولوجية تحصل على تمويل ودعم سعودي وقطري ويجب أن يتوقف هذا الأمر.
وتسلط التصريحات الجديدة من قبل القادة العسكريين الثلاثة الضوء على حالة الذعر المتزايدة بشأن إخفاق الحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات الأوروبية في اتخاذ خطوات جدية بشأن المد الإرهابي الخطير للتنظيمات الإرهابية التي تنشر القتل والخراب في سورية والعراق مع تزايد الانتقادات والضغوط التي تواجهها
بريطانيا بشان وضع خطط ناجحة لمعالجة التهديد الذي يشكله البريطانيون الذين انضموا بالمئات إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وقد طالب رئيس لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني مالكوم ريفكند حكومة بلاده الأسبوع الماضي باتخاذ موقف دولي أكثر صرامة ضد مشيخة قطر وغيرها من مشيخات الخليج التي تستمر في تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.