دمشق-سانا
أقام المركز الثقافي العربي في ابو رمانة لقاء شعريا ألقى فيه الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق عددا من نصوصه في تنوع مختلف لمواضيع إنسانية بطرح فلسفي غلبت عليه الدلالة.
ففي نصه انبعث الرماد اتجه إلى تجسيد الألم الإنساني ومسبباته في الإنسان ثم طرح رؤيته في تكوين الحالة النفسية الجديدة التي يمكن أن يخرج منها الإنسان المتألم فقال: “لو حرت مندهشا بطعم القبلة الأولى .. بحد الطعن في الزهرات..يسكن في الندى أو خنت عهدك قبل كسر رماحها وأنين عينيها.. أخذت ببهتة إن خنت نفسك كل روحك.. وانهزمت إلى جدارك”.
أما النص الثاني الذي قدمه فجسد فيه المعاني السامية للحرية والمحبة وكيفية التعاون الإنساني الشفيف الذي يقتضي تقديس حرية الآخرين من خلال الإيحاءات التي استخدمها فقال.. “دفنوك..من كانوا على الماء الذي خبأت فيه خناجرا.. وحفرت مصيدة لنبع النور للعصفور.. عصفور شدا مذ طار حرا من يديك..رحلوا ووحدك في الرماد مع الرياح رحلوا .. وأخفوا عن دياجيك الصباح”.
على حين جاء نص ما عدت أذكر معبرا عن الفساد والبغضاء التي حلت في المجتمعات الإنسانية من خلال طرح جاء بأسلوب رمزي وكيفية التخلص منها ومدى أثرها السلبي في حال بقائها معتمدا كسائر نصوصه على التفعيلة الخليلية التي توازنت منذ بداية النص إلى آخره فقال: “ما عدت أذكر كيف مات الظل من حولي ويتبعني..يطير على الضجيج على علو خافت يعلو ويعلو..في انخفاض مازال ينكرني..ويأكل من دمي سكن المرايا فانتبذت من الطريق”.
كما كان في نصوص الأمسية للغزل نصيب جاء خجلا في طرحه معتمدا على العاطفة الممتزجة بالموسيقا فقال:
“كلما قابلت عينيها غفى في مقلتي الياسمين والجنون أغنيات الورد
غزلان الشعاب والهضاب عزف أعصابي وآهات الأقاح كلما طارت
مع الأطيار عني ينزف الإحساس مني يثمل الخمر العتيق”.
ورأى الإعلامي الشاعر علي الدندح أن النصوص جمعت بين الأصالة والحداثة في مقومات شعرية اعتمدت على موهبة ذات أسس بنيوية في كتابة النص الشعري الذي عبر عن ابتكار حقيقي كما عبر المشاركون عن حضور الشعر الذي اهتم بقضايا الإنسان ومشاكله.
محمد خالد الخضر