واشنطن-سانا
خسر جهاز الأمن الرئاسي الأميركي السري خلال الأسبوع الحالي الكثير من هيبته ومصداقيته وأصبح أضحوكة الأمريكيين بعد أن تمكن رجل مسلح بسكين من تسلق السياج المحيط بحديقة البيت الأبيض وقطع مسافة عشرات الأمتار جريا ليدخل من الباب الرئيسي.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن أخطاء عناصر الجهاز طوال الأسبوع الحالي أصبحت موضعا للسخرية والتهكم بسبب الأداء الفاتر لرئسيته جوليا بيرسون أمام الكونغرس وخصوصا ردودها المبهمة ما جعلها منبعا للاستلهام في برامج التسلية على شاشات التلفزيون كل مساء.
وقال جون ستيوارت في برنامجه اليومي كوميدي سنترال أن الخلل في أعمال جهاز الأمن السري استفحل إلى درجة أنهم اضطروا للاستعانة بالكونغرس لإيجاد حل متهكما على الشلل المزمن في نشاط الكونغرس.
أما جيمي فالن في برنامج تونايت شو على قناة إن بي سي فقال هازئا أن البيت الأبيض قد يفتقد إلى جوليا بيرسون التي تعمل في الجهاز منذ 1984 ولكن بما أنها تعرف الجهاز جيدا فسيكون بامكانها العودة حين تشاء فالأبواب مفتوحة دائما بالمعنى الحرفي.
لكن جيفري روبنسون المؤلف المشارك لكتاب عن الجهاز السري قال انه من الصعوبة قبول التهكم على الجهاز والإستهزاء به بالنسبة لرجال ونساء كرسوا حياتهم ليل نهار لحماية الرئيس وعائلته.
وأضاف أن المعنويات في أدنى مستوياتها والإدارة أهملتهم ولم تحافظ على الدافع الضروري لديهم.
وهناك أمر مؤكد وهو اقتناع البيت الأبيض بضرورة إجراء تغيير في العمق واذا كان المتحدث باسمه دافع عن بيرسون فور بدء أولى الهجمات لكن أحدا لم يحاول التمسك بها عندما قدمت استقالتها ثم تم تعيين جوزف كلانسي المتقاعد من الخدمة وكان مكلفا حماية اوباما مباشرة رئيسا للجهاز.
وفقدت جوليا بيرسون رئيسة الجهاز الذي يوظف 6500 رجل وإمراة ثقة البيت الأبيض ودفعت ثمن سلسلة من الحوادث صدمت الأميركيين.
لكن يبدو أن الرئيس والسيدة الأولى كانا غاضبين جدا لدى معرفتهما أن بضعة أيام مرت قبل ان يكتشف الجهاز اطلاق النار في تشرين الثاني 2011 على جدار ونافذة مصفحة في الطابق الذي تعيش فيه عائلة الرئيس كما أن حارس صاحب سوابق مسلح رافق باراك اوباما في المصعد ذاته خلال زيارة المركز الأميركي للمراقبة والوقاية من الأمراض في اتلانتا.
ويرى بعض المنتقدين أن غياب الاصلاحات الجوهرية مرتبط بنقل الجهاز من سيطرة وزارة الخزانة إلى وزارة الأمن الوطني الضخمة.
ويتمركز عناصر الجهاز السري فوق سطح البيت الأبيض وأمام السياج وسط آلاف السياح أو في الخلف قرب الطائرة الرئاسية كما انهم حاضرون بقوة حول الرئيس لكن مهمتهم لا تنتهي هنا فهم مسؤولون عن أمن الرؤساء السابقين ونواب الرئيس أيضا وعن زوجاتهم وأطفالهم كما أنهم يتولون حماية رؤساء الحكومات والدول الذين يقومون بزيارة الولايات المتحدة.
وتتكثف وتيرة عملهم خصوصا خلال الحملات الانتخابية الرئاسية لأنهم مسؤولون عن حماية المرشحين منذ اغتيال السيناتور روبرت كيندي العام 1968.