حماة-سانا
(مشروع سبل العيش) إحدى الرسائل الإنسانية الهادفة التي يتبناها فرع الهلال الأحمر العربي السوري في حماة ويهدف لمساندة المجتمع المتضرر جراء الأزمة ودعم الأسر التي فقدت معيلها ومصدر رزقها وقوتها.
هذه الرسالة تركز على تأمين مصادر عيش بديلة عن تلك الضائعة وإيجاد نواة لمشاريع عمل صغيرة مدرة للدخل ومستدامة للأسر الأشد فقراً تنسجم مع البيئة الحياتية لتلك الأسر في أماكن إقامتها سانا التقت رئيس فرع الهلال الأحمر بحماة حيان المصطفى حيث تحدث عن التوجه الجديد للفرع في تغيير مفاهيم الدعم والخروج من نمط الدعم الغذائي المباشر عبر السلة الغذائية إلى فضاء الدعم المولد لفرص العمل وتأمين سبل معيشية جديدة ومستدامة للأسر لتصبح فاعلة في المجتمع من جديد مع إمكانية تطوير نواة المشاريع الصغيرة لتصبح أكبر.
وعن أهم ما تم إنجازه في هذا الميدان أوضح المصطفى أنه تمت دراسة وتصنيف المناطق المتضررة والتوجه نحوها بالدعم حيث كانت البداية من المنطقة الشرقية للمحافظة كونها الأكثر تضرراً لافتا الى القيام بدراسة واقع الحياة فيها ومجالات العمل المتاحة للأسر المتضررة حيث تم دعمها بالمواشي الأغنام كون تربيتها تعتبر المهنة الأصلية للسكان المحليين الذين تركوها بسبب نفوق قطعانهم جراء الأزمة.
وشمل المشروع في الريف الشرقي حتى اليوم 300 أسرة تم اختيارها وفق معايير الأشد فقراً والأكثر تضرراً حيث وزع بموجب المنحة 600 رأس من الأغنام المحسنة وذات الأصناف الجيدة بمعدل 2 رأس لكل أسرة مع كميات كافية من الأعلاف والأدوية البيطرية اللازمة بالاضافة ل 2000 أسرة في الريف الشرقي استفادت من منح توزيع بذار القمح والشعير مع الأسمدة اللازمة لبدء عمليات الزراعة وذلك بعد إجراء دراسة مستفيضة عن أساليب وطرق المعيشة في هذه المناطق حيث شملت حصة كل أسرة 200 كيلوغرام من القمح أو الشعير المعقم و الجاهز للزراعة.
من جانبه تحدث فايز الحمد منسق العلاقات العامة في الفرع عن مشروع الحديقة المنزلية الذي استفادت منه أكثر من 3000 أسرة في مصياف وقراها عبر توزيع بذار تشكيلة واسعة من المزروعات الخضرية والبقولية بالإضافة إلى أدوات زراعية يدوية تستفيد منها الأسرة في إعادة استثمار الأرض المهجورة وإعادة زراعتها بمنتوجات خضرية وبقولية تعيلها وتؤمن لها مصدر ويشير الحمد إلى أن مشروع سبل العيش تبنى أيضاً الحرف والمهن كون العديد من الأسر فقدت حرفتها وأدوات عملها بسبب الأحداث موضحا أن الفرع يقوم حالياً بالبحث عن التمويل الدولي المناسب لخلق نواة لمشاريع وحرف يدوية للمهجرين والمتضررين في مدينة حماة بعدها سيوفر الفرع التدريب والتأهيل المناسب لمعيلي الأسر في مهن مختلفة كالكهرباء والحدادة والنجارة والموبيليا والحلاقة وغيرها وتقديم المعدات والأدوات اللازمة لتشغيل تلك المهن.
علي مهنا منسق المشروع لفت إلى وجود مشروع رائد في سبل العيش وهو ورشة السجاد اليدوي التي يجري حاليا البحث عن موقع لإقامتها بعد أخذ الموافقة الأولية من الإدارة العامة لمنظمة الهلال بدمشق موضحاً أن المشروع سيوفر ما يقارب من50 الى60 فرصة عمل للمتضررين من الأحداث أو الأشد فقراً وسيجري تدريب وتأهيل كوادره لتكون قادرة على حياكة وإنتاج سجاد يدوي يضاهي أجود الأصناف ومن ثم إيجاد قنوات لتصريفه خارجيا.
ولا يقتصر نشاط فرع الهلال على تبني سبل العيش ودعم الأسر المتضررة بوسائل العيش فقط بل لديه أنشطة إنسانية هادفة للمجتمع المحلي تتمثل في عدة اتجاهات كلها تصب في خدمة المجتمع وتعزيز قدرته.
عيسى حمود و سهاد حسن