موسكو-سانا
أكد إيغور ايفانوف رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية أنه لا يمكن التخلص من التطرف والإرهاب الذي تدعي الولايات المتحدة محاربته في المنطقة دون مشاركة سورية وإيران وروسيا.
وأكد ايفانوف الذي تولى منصب وزير الخارجية الروسي خلال أعوام 1998 و2004 في مقال نشرته صحيفة روسييسكايا غازيتا الناطقة باسم الحكومة الروسية أن “الغارات الأميركية التي تطول أيضا الأهداف المدنية والسكان المسالمين في العراق وسورية ستسفر عن تأجيج مشاعر مناهضة للأمريكيين والغرب عموما في الشرق الاوسط وستغذي التطرف الذي يدعون أن هذه الغارات موجهة ضده”.
ولفت المسؤول الروسي في مقالته تحت عنوان “هل يمكن للقذائف أن تحل محل الدبلوماسية” إلى أن قادة الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين ينظرون إلى الحرب ليس كاستمرار بل كبديل للسياسة الخارجية والدبلوماسية متسائلا “ما إذا كان بإمكان القذائف والغارات أن تحل قضية التطرف في الشرق الأوسط وهل من المعقول أن الاستراتيجيين في واشنطن لم يتعلموا شيئا من تجربة العمليات القتالية في العراق وليبيا وأفغانستان… وهل هناك من يعتقد فعلا أن بمقدور الحرب أن تصبح بديلا فعالا للسياسة”.
وبين إيفانوف أن قضايا التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط تملك جذورا عميقة في المنطقة مرتبطة إلى درجة كبيرة بحالات تدخل الغرب العديدة في شؤونها الداخلية وقال “إذا كان الطيران القاذف هو كل ما في جعبة القيادة الأمريكية الحالية لاستخدامه في حل قضايا الأمن والسلام فيمكن على الدوام إيجاد أهداف للقصف والغارات الجوية ولكن نتائج مثل هذه السياسة الخارجية ستكون معاكسة للنتائج المرجوة”.
وأشار إلى أن الحل الوحيد هو تشكيل تحالف سياسي واسع إلى أقصى الحدود وبذل جهود دؤوبة وهادفة لعزل المتطرفين وفصلهم عن الدين موضحا أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وصلت إلى السلطة عن طريق انتقاد أعمال القوة أحادية الجانب لسابقتها وأوحت بأنها تعتمد على الدبلوماسية متعددة الجوانب والحلول السياسية متسائلا “أين إدارة أوباما من تلك المبادئ التي ادعت الاعتماد عليها سابقا”.
وختم إيفانوف مقالته إن “الحوار متعدد الأطراف والبحث المشترك عن حلول سياسية وسط ومراعاة مصالح جميع الشركاء كل ذلك بمقدوره أن يصبح أساسا ليس لحل الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط فحسب بل أيضاً لاستعادة تلك الثقة بين الدول الكبرى ذات الضرورة الملحة لحل القضايا الدولية الحادة الأخرى”.