الشريط الإخباري

من حلب إلى الغوطة… بقلم عبد الرحيم أحمد

الكثير منا يتذكر كيف انطلقت الأبواق الإعلامية الغربية تنسج القصص وتحيك الاتهامات من الكيماوي إلى التغيير الديمغرافي، عندما أطبق الجيش العربي السوري على المنطقة التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية شرق مدينة حلب، ولم يبق مسؤول غربي صغير أو كبير إلا وعبر عن عميق قلقه على سكان حلب، وتم اطلاق التهديدات بأنه ليس مسموحاً للجيش العربي السوري «استعادة» مدينة حلب.‏‏

وجميعنا يدرك أنه عندما قررت القيادة والجيش استعادة حلب وتحريرها من الإرهاب، سبقت الإرادة الفعل، وكان التحرير الكامل نهاية عام 2016، فبلعت الدول الغربية الكبرى والإقليمية المنفوخة ألسنتها، وصمتت أبواقها الإعلامية وفقد مسرحها الكيماوي بريقه، وقبعاتها البيض اسودّت بفعل ما تكشّف من زيف وتضليل. وفي تدمر ودير الزور، زجت القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة بقواها الذاتية المباشرة وأدواتها الإقليمية والإرهابية لمنع الجيش العربي السوري من تحرير دير الزور، فما فلحت ولا استطاعت امام إرادة النصر التي وصلت أبعد من دير الزور إلى البوكمال والميادين وخط الحدود مع العراق. فالصوت سوري والفعل عسكري ثبتته اقدام الجيش العربي السوري.‏‏

اليوم يتكرر المشهد وتتعالى أصوات المتألمين من نصر يلوح في الأفق وهزيمة محكومة بميزان الإرادة وقوة الإيمان بالوطن، فينعقد مجلس الأمن على عجل ويكتب القرار 2401 بالحبر الأزرق وتضغط القوى الغربية لتمريره، لكن النص يُعدَّل والصيغة تخرج كما أراد الروسي، الأمر الذي زاد من التصعيد والتهديد، فعادت قصة الكيماوي في فصل جديد من معزوفة نشاز لم تعد تطرب كما الماضي.‏‏

إننا على ثقة بأنه عندما يتحدث الغرب عن الغوطة مذكراً بما حصل في حلب، إنما يعكس شعوره المرير بالخسارة الفادحة التي ألحقت به وبأدواته الإرهابية هناك، وعندما يؤكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن مصير الغوطة أن تتحرر من الإرهاب كما تحررت حلب، لهو أشد ايلاماً لهذا الغرب وأكثر تأكيداً على التصميم والعزم بأن الأيام القادمة تحفل بمفاجآت لن يتوقعها هذا «الغرب الاستعماري» كما سماه الجعفري.‏‏

والمشاعر الإنسانية التي يغلف بها الغرب كلماته على منابر الأمم أصبحت مفضوحة، فمن تجاهل المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهالي بلدتي كفريا والفوعة منذ سنوات، ومن يتجاهل آلام أهالي مدينة دمشق بسبب قذائف الإرهاب اليومية، ومن يقصف المدنيين في الريف الشرقي لدير الزور ويرتكب المجازر بحقهم، لا يحق له أن يتباكى على المدنيين في الغوطة.‏‏

لذلك نقول إن الولايات المتحدة والدول الغربية سقطت في امتحان الإنسانية في سورية وقبلها في فلسطين والعراق وافغانستان، فالإنسان واحد وحقوقه واحدة، لا يمكن أن نحترمه في مكان ونمارس أبشع أنواع القهر ضده في مكان آخر.‏‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

دوريات التموين تكثف جولاتها على أسواق حماة للتأكد من سلامة الغذاء

حماة-سانا كثفت دوريات التموين في محافظة حماة جولاتها الرقابية على الأسواق الشعبية في عموم أسواق …