الحسكة-سانا
انعكست الأمطار التي عمت محافظة الحسكة خلال الأسبوع الحالي وجريان الأنهار والأودية بشكل إيجابي على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وتخزين السدود ما أدى إلى تحسن واقعها بشكل كبير بعد انقطاع الأمطار عن المحافظة أو هطولها بكميات قليلة منذ بدء الموسم الحالي.
وأكد رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس رجب سلامة في تصريح لمراسل سانا ان الأمطار التي عمت مختلف مناطق المحافظة خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين وبمعدلات مختلفة كان أغزرها في منطقة رأس العين التي قاربت 100 مم فيما تراوحت بباقي المناطق ما بين 30 و50 مم وما تبعها من أجواء مشمسة ودافئة ساهمت في حدوث تحسن كبير في واقع نمو المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير والعدس.
وأشار المهندس سلامة إلى أن الأمطار الهاطلة شكلت مخزون مياه في التربة ستساعد الزراعات الاستراتيجية على الاستمرار في تطور نموها خلال الأسبوعين القادمين إضافة إلى بدء نمو المحاصيل الطبية والعطرية المزروعة بشكل مبكر مبينا أن الأمطار الهاطلة تعادل ريتي مياه إلى ثلاث ريات وفقا لمعدلات الهطول الأمر الذي يخفف على الفلاحين التكاليف المالية الناتجة عن سقاية أراضيهم.
من جهته بين مدير الموارد المائية المهندس عبد الرزاق العواك أن الأمطار الغزيرة وجريان الأنهار الرئيسية في المحافظة والوديان أدى إلى تحسن كبير في واقع تخزين المياه في سد الشهيد باسل الأسد الذي تستخدم مياهه في سقاية المساحات الزراعية المنتشرة من جسم السد وصولا إلى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور حيث بلغت الزيادة الحاصلة على تخزين السد خلال الأسبوع الحالي 19 مليون متر مكعب ليصبح معدل التخزين الإجمالي في السد حاليا 86 مليونا و260 ألف متر مكعب إضافة إلى تحسن واقع تخزين المياه الجوفية التي تستخدم للشرب وري المزروعات.
ولفت المهندس العواك إلى أن المياه لا تزال تجري بمعدلات جيدة في الأنهار الرئيسية حتى تاريخه حيث تبلغ غزارة المياه الجارية في نهر الخابور بمدينة الحسكة 25 مترا مكعبا في الثانية و15 مترا مكعبا في منطقة تل تمر وفي نهر الجرجب في منطقة رأس العين 15 مترا مكعبا ونهر الجغجغ 2 متر مكعب في منطقة القامشلي و1 متر مكعب في منطقة الحسكة ما سيساهم في الاستمرار في تخزين المياه في سد الباسل وارتفاع نسب تخزين المياه فيه.
وبين العواك أن المديرية قامت خلال شهر كانون الأول الماضي بإطلاق مياه سد الباسل لسقاية وري 12 ألف هكتار متوزعة على طرفي النهر وستقوم خلال شهر نيسان القادم بإطلاق الرية الثانية التي ستساعد الفلاحين على الاستمرار في سقاية أراضيهم المزروعة بمحصولي القمح والشعير وستساهم في تعزيز نمو النبات الذي سيكون في مرحلة التسنبل التي تحتاج لكميات جيدة من المياه.
كما أدت الأمطار الهاطلة إلى تحسن واقع المساحات المزروعة بالمحاصيل الرعوية والغطاء النباتي البري حيث أوضح الدكتور يحيى داوود رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة أن المساحة المزروعة من قبل فلاحي المحافظة بالشعير الرعوي للموسم الحالي بلغت 8 آلاف هكتار موزعة في مختلف مناطق الاستقرار الزراعي وشهدت تحسنا كبيرا نتيجة الأمطار كما تحسن نمو الغطاء النباتي الأخضر والنباتات البرية في منطقتي جبل عبد العزيز والبادية اللذين يشكلان المناطق الرئيسية للمراعي في محافظة الحسكة.
وأشار الدكتور داوود إلى أن مربي الثروة الحيوانية بدؤوا بتغذية قطعانهم على الزراعات الرعوية والنباتات البرية الخضراء ما سيساهم في تخفيف الأعباء المالية المرتبة عليهم نتيجة تغذيتها خلال الفترة الماضية بالشعير الحب ومادة النخالة فقط كما ستساهم في تعزيز مناعة القطعان ضد الأمراض والأوبئة المختلفة نتيجة تنوع مصادر الغذاء لها وتوفير حاجة أجسامها من الفيتامينات والأملاح المعدنية الموجودة في النباتات الخضراء.
وأكد رئيس دائرة الصحة الحيوانية أن واقع الثروة الحيوانية الصحي جيد نتيجة حملات التلقيح والتحصين التي تقوم بها الدائرة بشكل شهري ضد مختلف الأمراض في ظل توفر مختلف صنوف الأدوية البيطرية مبينا أن المديرية باشرت اليوم بتوزيع كمية 605 آلاف جرعة لقاح بيطري مقدمة من وزارة الزراعة على الدوائر الزراعية المنتشرة في المحافظة لاستكمال حملات التلقيح الحيواني.
من جهتهم أكد عدد من فلاحي المحافظة أهمية الأمطار الهاطلة ولا سيما لمحاصيل القمح والشعير البعلية التي تشكل ثلثي المساحة الإجمالية المزروعة بالمحافظة للموسم الحالي.
وقال المزارع عطا الله محمد من ناحية تل براك ان الأمطار كانت بمثابة المنقذ للزراعات البعلية وبثت الأمل لدى الفلاحين ولا سيما في مناطق الاستقرار الزراعي الثانية والثالثة بعد شبه انقطاع للأمطار عن المحافظة منذ بداية الموسم مبديا أمله في هطول الأمطار خلال شهري آذار ونيسان والتي ستحكم على جودة موسم الحصاد.
وبين المزارع أحمد عبد الله من ريف منطقة رأس العين أن الأمطار تساعد الفلاحين الذي يزرعون أراضيهم بالمحاصيل الزراعية المروية وتخفف الأعباء المالية المترتبة عليهم وتوفر الجهد البدني الذي تحتاجه عملية السقاية كما أنها تحسن واقع نمو الزراعات الرعوية والغطاء النباتي البرية الذي سيساهم كذلك في تحسن واقع الثروة الحيوانية وزيادة منتجاتها اللبنية واللحمية.
يشار إلى أن مجمل المساحة المزروعة بمحاصيل القمح والشعير والعدس في محافظة الحسكة للموسم الحالي تجاوزت 900 ألف هكتار والمساحة المزروعة بالنباتات العطرية والطبية 20 ألف هكتار.
تقرير نزار حسن