الشريط الإخباري

الدفء والجمال في لوحات حمود شنتوت

دمشق-سانا

عادت لوحات التشكيلي حمود شنتوت لتبث الدفء والجمال إلى جمهور الفن التشكيلي بألوانها الغنية وعوالمها الرومانسية من خلال معرضه الذي افتتح مساء اليوم في صالة زنيني بدمشق.

وضم المعرض نحو 40 عملا بأحجام تنوعت من الصغير والمتوسط والكبير وبمواضيع تعددت بين البورتريه والطبيعة والطبيعة الصامتة والبيوت التراثية والمدن والورود وغيرها من المواضيع المعنية بتكريس حالة الجمال والدهشة بتقنيات عديدة من المواد المختلفة مع الاكريليك والزيتي على خلفيات القماش والورق والكرتون والخشب مع بعض الأعمال الغرافيكية وبأساليب طغت عليها التعبيرية.

وعن الغنى في المواضيع والأساليب والتقنيات بالمعرض قال التشكيلي شنتوت في حديث لسانا التنوع في أعمالي يأتي من طبيعة حياتي وذكرياتي والناس الذين أحبهم والبيوت التي عشت فيها فلا أحب أن أحدد موضوعا معينا لاشتغل عليه كغيري من الفنانين ولا أحصر نفسي بأسلوب فني محدد وأسعى لتبديل الخامات والتقنيات لكسر الروتينية في العمل الفني.

وحول عودته للعرض في دمشق بعد انتقاله للعيش في فرنسا منذ سنوات أوضح شنتوت أن الفيحاء لم تغادره يوما فهي غرامه وحياته وكل شيء بالنسبة له وقال رغم دراستي في ثمانينيات القرن الماضي بفرنسا إلا أن حبي لدمشق أعادني إليها وبعد اضطراري للمغادرة مع عائلتي نتيجة ما تتعرض له البلد من حرب إلا أنني كنت دائم التردد على دمشق وعودتي اليوم لأعرض أعمالي فيها لأني جزء صغير منها وأنتمي إليها وإلى أهلها.

ورأى شنتوت أن الفن التشكيلي السوري اليوم يمتلك أجيالا جديدة مبدعة تقدم أعمالا مهمة كما أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت انتشار الأعمال الفنية والتعرف إلى المواهب الشابة الواعدة ورؤاها الفنية الجديدة ما يساعد الفنانين الشباب في تقديم شيء خاص بهم.

وحول عدم تناوله لمنعكسات الحرب التي تتعرض لها سورية في لوحاته قال شنتوت أكرس عملي لتقديم لوحات فنية تحمل الجمال والحب والوئام والسلام والحروب هي حالة طارئة في حياة الشعوب وما يبقى هو قيم الحب والجمال والسلام.

والفنان الشرقي الأصيل برأي شنتوت تظهر شخصيته وروحه وصدقه في لوحاته فيكون بذلك مرآة لبلده وناسه وثقافته وحضارته معتبرا اللوحة ليست حدثا أنيا يعبر عن لحظة معينة بل هي تعكس حالة تراكمية تعبر عن عوالم الفنان الذي رسمها.

وأوضح شنتوت أن التشكيل السوري موجود في الخارج بشكل جيد إلا أنه لم يأخذ حقه حتى الآن وما ينقصه هو التسويق الإعلامي الاحترافي للوصول بالأعمال الفنية المميزة إلى المحافل الفنية العالمية والذي يتطلب برأيه شركات تمويل وتسويق تتبنى التجارب الفنية المهمة وتدعمها وتسوقها عالميا.

وكشف أن الجمهور في الغرب يتفاجأ من المستوى الفني الذي وصلت إليه الأعمال الفنية السورية وذلك في ظل حالة الضياع الفكري والبحث عن التجديد الذي تمر بها الساحة الفنية في الغرب.

وقال “كل فن لا يحمل الصدق والعمق في الطرح الفكري لا يعول عليه ويبقى في طور التجارب التي لا ترقي لتكون أعمالا فنية مكتملة” مؤكدا ضرورة أن ينطلق الفنان في بداياته من لوحته الخاصة دون أن يقلد غيره من الفنانين أو يحاكي تجارب الآخرين.

وعبر شنتوت عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري وختم بالقول أنا دائما متفائل لأن الحرب ستنتهي والاستمرارية للحب والجمال والحياة ومرحلة ما بعد الحرب يمكن أن تفرز حركة فنية جديدة مع ضرورة العودة للجذور دائما.

حضر افتتاح المعرض الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وحشد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.

التشكيلي حمود شنتوت من مواليد حماة عام 1956 خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1980 وخريج دراسات إضافية في المدرسة الوطنية العليا للفنون بباريس في فرنسا عام 1984 وعمل مدرساً للفنون الجميلة في مركز الفنون التشكيلية بدمشق ومتفرغ للعمل الفني وله عدة مشاركات في ورشات عمل فنية في الخارج والعديد من المعارض الفردية داخل سورية وخارجها وحاصل على عدة جوائز وشهادات تقدير وأعماله مقتناة من وزارة الثقافة وفي جهات رسمية وحكومية وضمن مجموعات خاصة.

محمد سمير طحان