طهران-سانا
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده قدمت مقترحا حول حل الأزمة في سورية بمؤتمر ميونيخ الأمني لكن لم يبد أحد استعدادا حتى للتباحث حوله.
وقال ظريف في تصريح للصحفيين في ختام المؤتمر حول إجراءات إيران بشأن العدوان التركي على مدينة عفرين إن “ما قمنا به هو أن نحول دون العمليات التي تعرض استقلال سورية للخطر ونحن لسنا مؤيدين لهذه العمليات ولا نعتبرها تخدم مصلحة أحد”.
وأضاف ظريف “لقد تشاورنا مع جيراننا الأتراك في هذا المجال وأطلعناهم على سياسات الولايات المتحدة الهدامة جدا في سورية وأخطار هذه السياسات ونحن نعتقد أن الطريق المناسب لمواجهة هذا الخطر ليس الإجراء العسكري”.
وأكد ظريف على التسوية السياسية لجميع الأزمات قائلا “إن الأعمال التي يقوم بها البعض هي أشبه بالفقاعة التي تطوف فوق الماء ولكن ما تؤكد عليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب والسعي لإقرار الأمن الإقليمي الذي يخدم جميع شعوب المنطقة”.
ولفت ظريف إلى أن بلاده لا تريد عن طريق الاتفاق النووي تسوية جميع القضايا وأن من يتطلعون للتباحث حول سائر القضايا عليهم أن يبرهنوا أنهم جادون في الالتزام بتعهداتهم السابقة لكي يتسنى لنا فتح مواضيع أخرى معهم.
وتابع ظريف “إن جميع المسؤولين الأوروبيين الذين تباحثت معهم اليوم ومن تباحث معهم مساعدي عباس عراقجي أمس كانوا يؤمنون بضرورة صيانة الاتفاق النووي” مشيرا إلى أن سياسات إيران لإقرار السلام والاستقرار في المنطقة واضحة للغاية وسنواصل هذه السياسات والمساعي وسنبقى لاعبا نشطا.
وأوضح ظريف أنه أجرى مباحثات ثنائية على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني حول التعاون مع الأمم المتحدة لتسوية الأزمة في سورية وإنهاء العدوان على اليمن.
وأكد ظريف على مكافحة التطرف ومواجهة الإرهاب والسعي لإقرار الأمن الإقليمي الذي يخدم جميع شعوب المنطقة وقال “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها دائما مقترح جاد وأن مقترحنا هو برنامج أمني منسجم”.
وأضاف ظريف “إننا في العام 1986 وفي ذروة الحرب المفروضة على إيران اقترحنا على الأمم المتحدة إيجاد نظام أمني في الخليج والذي كان أساس القرار 598 لوقف الحرب بين إيران والعراق”.
وقال إن “مقترحنا اليوم يقوم دائما على أساس فهم وإدراك صحيح عن حقائق المنطقة وكان إصرارنا في كل المقترحات على تسوية الأزمة في اليمن على أساس سياسي واليوم بات الجميع مقتنعا بهذه الحقيقة”.
وكان ظريف أعلن في تغريدة على صفحته في موقع تويتر بعد ساعات من حضوره مؤتمر ميونيخ الأمني اليوم أن هذا المؤتمر كان أرضية مناسبة لإعلان رغبة إيران بالحوار مع دول الجوار وصولا إلى إقرار الأمن في مياه الخليج.
وقال ظريف إن “هذا المؤتمر هو مكان مناسب جداً لمواصلة التعاطي والتأكيد على برنامج إيران المقترح لعملية متعددة الاطراف وصولاً للسلام والاستقرار في منطقة الخليج وإن رسالتنا واضحة إما أن نفوز معاً جميعاً أو نخسر معاً جميعاً”.
وأضاف ظريف: إن “الهجوم المكرر لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في ميونيخ امتزج مع التصريحات الحادة لوزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير عقب كلمته أمام المؤتمر ليأخذ طابعاً عبرياً عربياً”.
ونظراً إلى هذه الأجواء وصف ظريف في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ الأمني اليوم تصريحات نتنياهو بأنها أشبه بالسيرك الهزلي وأوصى دول الجوار الإيراني بأنه بإمكانهم استثمار مكانة مؤتمر ميونيخ لبناء أرضية للحوار المشترك وصولاً إلى إقرار الامن في الخليج بدلاً من توجيه الاتهامات ضد إيران.