دمشق-سانا
أفكار متعددة تضمنها كتاب “فلسطين.. التحديات الراهنة وامتحانات التحدي” تلتقي في نقطة واحدة تتمثل في رفض العدو الاسرائيلي الذي احتل فلسطين والجولان وغيرها من الأراضي العربية والتأكيد على الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
الكتاب الصادر حديثا وألفته مي أحمد شهابي اعتمد على اللغة العاطفية التي تعكس الانتماء الشديد للوطن دون اللجوء للتوثيق وإرجاع الفكرة لمصدرها فيما تضمنته من معلومات مع أن القضايا التي طرحتها المولفة تركز على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتمتد منذ سنة النكبة 1948 وحتى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده للقدس المحتلة.
وتطرقت شهابي في الكتاب إلى حق العودة من محاور ثلاثة تتصل بكونها شعارا وبرنامجا نضاليا كفاحيا وبعلاقتها الوثيقة بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وبأنها عنوان للوحدة الفلسطينية مبينة أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتهويد ما يزيد على 3600 مدينة وقرية وبلدة في كل ارجاء فلسطين عبر ازالتها أو تدميرها وهدمها ليوءكد بذلك مقولة الصهيونية بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
وتلفت المؤلفة في كتابها للسياسات الصهيونية والغربية التي سعت الى اقتلاع المخيمات الفلسطينية وتهجير سكانها ولا سيما القريبة من الاراضي المحتلة مشيرة إلى ما طال مخيم نهر البارد في لبنان الذي تعرض سكانه للتهجير نتيجة جرائم تنظيم “فتح الإسلام” الإرهابي ثم استهداف أكبر تجمع فلسطيني في الشتات وهو مخيم اليرموك في دمشق إضافة لمخيمات فلسطينية أخرى تقع في سورية تعرضت لجرائم واعتداءات التنظيمات الارهابية وهي حندرات والسبينة والحسينية وخان الشيح والنيرب ما يؤكد النية المسبقة والمبيتة لهذه التنظيمات ودورها في مخطط تصفية قضية اللاجئين.
وتناولت شهابي انتفاضة القدس ودروسها في الواقع الفلسطيني وانقساماته موءكدة خلالها أن الشعب الفلسطيني مقاوم بكل أفراده ولا ينتظر قرارا من فصيل أو سلطة لذلك مبينة أن الانقسام الفلسطيني أعطى الفرصة للعدو الاسرائيلي لاستكمال السيطرة على الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري وشن ابشع حملات القمع والاعتقال بحق الشعب الفلسطيني.
وتبحث المؤلفة في ختام كتابها آثار ونتائج قرار ترامب بخصوص نقل السفارة الامريكية إلى المدينة المقدسة مؤكدة أن هذا القرار يخالف مضمون ونص القرارات الدولية الصادرة حول القدس المحتلة التي صدقت عليها الولايات المتحدة ذاتها والوجود الفلسطيني البشري في المدينة حاضرا وتاريخا الذي لا ينكره أحد ما تسبب بردات فعل فلسطينية ودولية تجاه القرار وسيجعل من العزلة الأمريكية والصهيونية أمرا واقعا.
يشار إلى أن الكتاب صادر عن دار “فلستينا الشجرة” للطباعة والنشر ويقع في 95 صفحة من القطع المتوسط.