دمشق-سانا
يتمثل الهدف الرئيسي لأدب الأطفال بنقل المعارف لهم ودفعهم لتبني السلوكيات الحسنة وهو ما تحاول الكاتبة الشابة رنيم الباشا تكريسه في الأدب الذي تكتبه للأطفال ومخاطبتهم وفق مستواهم الفكري.
الباشا قالت في حديث لـ سانا الثقافية “أدب الأطفال من أصعب أنواع الآداب لأن الكاتب يقوم بأدوار مختلفة أهمها تقمص شخصية الطفل إضافة إلى صعوبة انتقاء الفكرة التي تؤدي فائدة بنيوية تعزز نمو عقل الطفل ولا سيما أنه يعيش حاليا مرحلة التكنولوجيا بأشكالها الإيجابية والسلبية”.
وأوضحت الباشا أن أدب الأطفال لا يكون ناجحاً إلا عندما يتأسس على موهبة حقيقية متعددة الأشكال والأجناس مشيرة إلى أن هذه الموهبة تمتع بها عدد من الكتاب أمثال سليمان العيسى الذي ظلت أشعاره ماثلة حتى الآن لتشكل أساساً متيناً في تنشئة أجيال بكاملها ولا سيما أن ما كتبه امتلك ركائز تساهم في التعامل مع شخصية الطفل وتطلق لخياله العنان ليأخذ مكانه في بناء شخصيته.
وبينت الباشا أنه لا يمكن للأديب أن يختار موهبته ودوره يقوم على تنميتها وتكثيفها من خلال الثقافات التي يطلع عليها حتى يتمكن الأديب من تقديم مادة يقتنع بها الطفل ويحفظ معناها وتترسخ في ذاكرته.
وعن المقارنة بين القصة والشعر في أدب الأطفال قالت الباشا “لكل منهما أهميته المختلفة عن الأخرى فالقصة تأخذ الطفل إلى عالم حكاياتها الواسع وتجعله يستفيد من شخوصها وما يتحلى به من إيجابيات يكونها الكاتب أما الشعر فهو الذي يساهم في بناء شخصية الطفل القوية ويزرع في نفسه الحمية والانفعال الوجداني والوطني”.
ولا تغفل الباشا أهمية بقية الأجناس الأدبية والفنية كالمسرح والموسيقا للأطفال فلكل منها دوره وخاصة إذا تضمن منطقا ثقافيا رفيعا وقدرة تساهم في بناء شخصية الطفل مؤكدة أن امتلاك هذه الصفات هي التي تميز الأدب عن الكلام العادي.
وبينت الباشا أن من الضروري الاهتمام بأدب الأطفال وإقامة الندوات الثقافية واللقاءات حوله وإغناء صحف الأطفال بما يلائم مواجهة المرحلة التي نعيشها والتصدي للغزو الثقافي الذي يسعى لتهشيم شخصية الأطفال وتغيير تطلعاتهم الوطنية والأخلاقية في ظل اختلاف المؤامرات وتعددها على مصير وطننا.
ورأت الباشا أنه يجب أن يدخل في أدب الأطفال مكونات مستمدة من قيمنا تساهم في تقوية شخصية الطفل والحد ما أمكن من ارتباطه بالتقنيات الإلكترونية الحديثة التي زحفت إلى حياة أطفالنا وبدأت ترافق نموهم وتحاول التأثير فيهم بما لا يحمد عقباه لافتة إلى أهمية دور المؤسسات الثقافية بدعم الكتاب الذين يمتلكون قدرة حقيقية في العمل الأدبي الذي يخص الطفل.
يشار إلى أن رنيم الباشا كاتبة حصلت على العديد من الجوائز الأدبية منها شهادة تقدير من اليونيسيف عن قصة بعنوان بيت من الخليل و الجائزة الأولى لوزارة الثقافة عن مجموعة قصصية للأطفال بعنوان قطتان وكبة صوف والمركز الأول في مسابقة للوزارة عن نص مسرحي من تأليفها بعنوان أرض لن تموت.
كما أصدرت كتيبات للأطفال بعنوان سلسلة رنيم للأطفال ولها عمل درامي بعنوان ليزهر قلبي ومجموعة أغنيات قيد التحضير من تأليفها إلى جانب أنها فنانة تشكيلية شاركت في العديد من المعارض الفنية وتعمل حاليا في الفضائية السورية كمعدة ومقدمة برامج.
محمد خالد الخضر