الشريط الإخباري

عندما بلعت «إسرائيل» لسانها… بقلم عبد الرحيم أحمد

لم تعتد إسرائيل التزام الصمت سوى عندما ترتكب العدوان، وتشن الغارات على بلدنا، وتغتال المقاومين، أما أن تبتلع لسانها في العاشر من الشهر الجاري بعد إسقاط طائرتها المعتدية إف 16 من قبل دفاعاتنا الجوية، فهو مؤشر على حدث جلل أصاب حكومة العدو بصدمة ليس قبلها ولا بعدها.‏

اعتدنا أن تجعل حكومة تل أبيب من إطلاق مجرد صاروخ على مستوطناتها من جنوب لبنان أو من غزة، قضية رأي عام عالمية وتحرض الدول الغربية لاتخاذ إجراءات عقابية ضد مطلقي الصواريخ ووصمهم بالإرهاب.‏

لكن لماذا لم تفعل ذلك في قضية إسقاط الطائرة الإسرائيلية؟ وهي كانت تدافع عن أمن «إسرائيل» وسقطت فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ لماذا حاولت الهروب من القضية باتجاه الحديث المتكرر عن تفوق سلاح الجو الإسرائيلي وقدراته العجيبة في إسقاط طائرة من دون طيار قالت إنها إيرانية اخترقت الحدود مع فلسطين المحتلة؟‏

لم يكن السلوك الإسرائيلي هذا مجرد فعل سياسي، بقدر ما كان نتيجة حتمية لصدمة لم تستفق منها تل أبيب بعد، فهي التي عربدت على مدى سنوات في أجواء بلدنا الحبيب وفي سماء معظم الدول العربية دون إزعاج، وهي التي كانت تعتقد أن سبع سنوات من الحرب على سورية من الداخل والخارج قوضت القدرات الدفاعية السورية، وإذا بها تتلقى ضربة قاصمة لهذا الشعور الممزوج بعنجهية التفوق.‏

فماذا عساها تقول؟ وكيف يمكن أن تبرر هذا الفشل الذريع لجمهور المستوطنين الذين لطالما طمأنتهم بالتفوق الجوي والقبة الحديدية وغير ذلك من تقنيات صرفت عليها والولايات المتحدة مليارات الدولارات؟ هنا بلعت حكومة العدو لسانها وطلب رئيسها من وزرائه عدم الحديث أو الخوض في نقاش حول الأمر، حتى المتحدث بلسان جيش الاحتلال الذي أفردت له قناة الجزيرة مساحة كبيرة تلثم ولم يستطع سوى حرف الحديث لمكان آخر ليس فيه سوى الهروب.‏

الهروب الإسرائيلي استمر بعد اجتماعات مصغرة وموسعة لحكومة العدو، بل إنه ترافق باتصالات مع موسكو وواشنطن طلباً للتهدئة، فالخوف في تل أبيب من اتساع رقعة تآكل قدراتها العسكرية وبالتالي تآكل ثقة المستوطن الإسرائيلي وهروبه.‏

اللافت أن القناة المركزية للقاعدة العسكرية في حميميم أعلنت أن الدفاعات الجوية الروسية لم تشترك في اعتراض طائرة الـ إف 16 بل أكدت أن الدفاعات الجوية السورية التي تم تطويرها ذاتياً هي التي أسقطت الطائرة.‏

لكن ماذا لو كانت الطائرة التي سقطت هي من نوع إف 35 آخر ما توصلت إليه الصناعة العسكرية الأمريكية؟ وهناك أسباب تثير هذا التساؤل، فصمت سلطات الاحتلال حيال الأمر، وإعلان وسائل إعلام العدو إصابة طاقم الطائرة المؤلف من شخصين، في حين أن الصور التي ظهرت هي لمقعد طيار واحد، ولطيار واحد يهبط بالمظلة، ولطيار واحد ينقل إلى المشفى أيضاً، فأين الطيار الثاني؟!!! بحسب مواصفات الطائرة إف 35 فإن طاقم الطائرة هو شخص واحد.!!‏

وقد يفسر هذا الأمر سبب مسارعة حكومة العدو لفتح قنوات الاتصال مع واشنطن لإبلاغها بالأمر الخطير ومع موسكو للتهدئة ريثما تستوعب الصدمة، وتتعرف على نوعية الصاروخ الذي أسقط الطائرة التي لن أدخل في تعداد مواصفاتها وتقنياتها المتطورة.‏

وإلى أن تنجلي الحقيقة سيظل العاشر من شباط يوماً للتاريخ استطاع فيه جيشنا الباسل قلب المعادلات وتحطيم قبة الحديد وتحويلها إلى خردة.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي وفداً من الجالية السورية في أمريكا

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفداً من الجالية …