دمشق-سانا
وسط أرقام عالمية تؤكد زيادة نسبته وتحديات محلية أبرزها نقص الأدوية احيانا وارتفاع تكاليفها يحمل اليوم العالمي لسرطان الأطفال هذا العام مؤشرا مشجعا في سورية مع اعلان نتائج دراسة أهلية تظهر نسبا مرتفعة لشفاء الأطفال الذين تلقوا العلاج في وحدة بسمة التخصصية بمشفى البيروني الجامعي.
الدراسة التي نفذتها جمعية بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان شملت بيانات الأطفال بين عامي 2009 و2013 وأظهرت أن نسب الشفاء وصلت إلى 50 بالمئة في مختلف أنواع السرطان حسب المديرة التنفيذية للجمعية ريما سالم.
وأوضحت سالم في تصريح لنشرة سانا الصحية أن تحديد فترة الدراسة بين عامي 2009 و2013 جاء لسبب أنه لا يمكن الحكم على شفاء الطفل إلا بعد مرور 5 سنوات على انتهاء علاجه مشيرة إلى أنه وبناء على هذه النتائج اختارت الجمعية “وعادت الابتسامة” عنوانا لحملتها السنوية التي تطلقها في شهر شباط من كل عام.
وتتضمن حملة جمعية بسمة 28 طريقة لدعم أطفال السرطان تستهدف جميع شرائح المجتمع الاقتصادية والعمرية وتترافق مع فعاليات توعوية في الجامعات الحكومية والخاصة.
وتمنت سالم أن تحظى الحملة بتفاعل ايجابي كبير من المجتمع ولا سيما أن “تمويل العلاج بات تحديا كبيرا خلال سنوات الأزمة مع ارتفاع كلفة الأدوية”.
وعن توفر الأدوية لفتت سالم إلى أن الوضع “تحسن نسبيا هذا العام بعد فقدان الكثير من الأصناف الدوائية في الفترة الماضية” معربة عن تقديرها لكل من يسهم في رسم البسمة على وجوه الأطفال المصابين.
وتوفر جمعية “بسمة” حسب مديرتها التنفيذية العلاج المجاني لنحو 650 طفلا جديدا سنويا في المشافي العامة والخاصة.
ومن الهيئة العامة لمشفى الأطفال الجامعي بدمشق بين مديرها الدكتور مازن الحداد أن المشفى يستقبل سنويا نحو 7 آلاف طفل مصاب بالسرطان بين قبول وعلاج وعزل.
ولفت الحداد إلى أن “المشفى يسجل شهريا بين50 و60 حالة جديدة يقدم لها العلاج المناسب وفق بروتوكولات عالمية تناسب كل حالة وتضم عدة أشواط تطبق على مدى أسابيع وأشهر”.
ويوفر مشفى الأطفال العلاج لأطفال السرطان ضمن شعبة أمراض الدم والسرطان التي تواجه حسب الدكتور الحداد صعوبات كثيرة تتمثل “بضيق المكان والضغط الكبير نتيجة الإغلاق الموءقت لوحدة مشفى البيروني وتحويل مرضاها إلى مشفى الأطفال حيث أصبح الطفل ينتظر نحو 15 إلى 20 يوما لقبوله في الشعبة بدلا من خمسة أيام قبل الأزمة” مشيرا إلى أن هذا التأخير “يؤثر على علاج الصغير وقد يشكل خطرا على حياته”.
وبين الدكتور الحداد أن المشفى أجرى عدة توسيعات لحل المشكلة وتخفيف الضغط عن الشعبة حيث بات العدد الإجمالي للأسرة المخصصة للأطفال المصابين بالسرطان 67 سريرا بدلا من 37.
وفضلا عن الضغط أشار الدكتور الحداد إلى أن الشعبة تعاني أحيانا من نقص في الأدوية يتم تداركه بالتعاون مع جمعية “بسمة” أو عبر الاستيراد من خلال الموءسسة العامة للتجارة الخارجية “فارمكس”.
رئيس شعبة أمراض الدم والسرطان في مشفى الأطفال الدكتور عثمان حمدان بين أن الشعبة تستقبل اضافة لحالات السرطان مرضى فقر الدم البسيط والأنيميا والاضطرابات والنزوف .
وتحيي دول العالم منتصف شباط من كل عام اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يسجل وفقا لإحصائيات عالمية 300 ألف حالة جديدة سنويا وفيما تصل نسب الشفاء بالدول المتقدمة إلى 80 بالمئة لا تتخطى في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل 10 بالمئة.
هيلانة الهندي-دينا سلامة