السويداء-سانا
الدوزنجي الجبار لقب يطلق على خالد مهنا بلان الذي يواصل العمل بمهنته رغم اعاقته الجسدية التي ألمت به قبل 14 عاما جراء حادث مروري أفقد يده اليمنى حركتها.
ورغم ما تتطلبه مهنة “دوزان السيارات” من قوة جسدية وصلابة واستعمال للمطارق والعدد والأدوات الثقيلة رفض بلان البالغ 41 عاما الاستكانة لظرفه الصحي والجلوس في بيته متسلحا بعزيمة قوية وإصرار للعمل الذي يتقنه والاستمرار به في سبيل “تأمين رزق العيال دون حاجة أحد” كما يقول.
الحادث الذي تعرض له بلان عام 2004 تسبب له حينها بنزف في الدماغ وشبكية العين وتضرر بالأعصاب أدى الى شلل وعجز دائم في يده اليمنى وإصابات أخرى مازال تأثيرها إلى اليوم كما يبين بلان حيث أرغمته الإصابة على التوقف عن ممارسة مهنته لعدة أشهر خلال فترة العلاج قبل أن يجد وظيفة عامة كعامل مقسم في مؤسسة المياه دون أن يتوقف عن مزاولة مهنته بهدف توفير متطلبات أسرته المكونة من أربعة أشخاص.
علاقة بلان مع هذه المهنة بدأت وهو في عمر 14 عاما وذلك أمام شرط الأب للتوجه لتعلم مصلحة اذا لم يكمل تعليمه ليتوج ذلك بعد سنوات من التعب والعمل لدى أحد أصدقاء والده بافتتاح محل مستقل له عام 1999.
إتقانه وحبه لمهنته وروحه المرحة ووجهه البشوش وحرصه على جودة ما يصنعه جعل من بلان معروفا ومحط احترام وتقدير بين الحرفيين والسائقين وكل من يعرفه مستقطبا الكثير الزبائن حتى تجد كل يوم سيارات عديدة متوقفة أمام محله في المنطقة الصناعية بمدينة السويداء بانتظار دورها للصيانة والدوزان.
المهندس منير حاتم الذي اعتاد ارتياد محل بلان لإصلاح سيارته يصف بلان بالرجل المكافح العصامي المبدع في عمله صاحب الخبرة بينما يشير علاء اشتي صاحب محل للألمنيوم في المنطقة الصناعية بالسويداء وأحد زبائن بلان منذ سنوات إلى مهارات بلان بالعمل وأسعاره المناسبة قياسا بغيره.
الحرفي المثابر بات معلما للمهنة هذا ما يقوله الشاب مهران أبو فخر الذي يجد متعة في تعلم المهنة والعمل لدى “المعلم خالد” وخاصة أن “خبرته تفوق خبرة جميع من عمل لديهم سابقا” كما يقول فضلا عن مدى انصافه لعماله.
عمر الطويل