موسكو-سانا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الموقف الأميركي السلبي تجاه جهود تسوية الأزمة في سورية وآخرها مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي يشكل دليلا على عدم استعداد واشنطن للعمل من أجل تحقيق نتائج إيجابية بهذا الشأن.
وقال ريابكوف في مقابلة مع صحيفة ازفستيا الروسية نقلها موقع روسيا اليوم ردا على سؤال بشأن مشاركة الجانب الأميركي في جهود تسوية الأزمة في سورية “لقد جرت دعوة الجانب الأميركي إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي أقيم في سوتشي في الـ 30 من الشهر الماضي إلا أنهم أرسلوا ممثلا من طرفهم إلى المؤتمر ولكن ليس بصفة مراقب وهذا شأنهم” مضيفا نحن من جانبنا توصلنا مع بقية المشاركين في المؤتمر إلى نتائج لا بأس بها وهذا ما أزعج واشنطن.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أنه على الرغم من موقف الجانب الأميركي فإننا لا نقطع الاتصالات معه والحوار مع الأميركيين حول سورية يجري بشكل مكثف جدا وسنواصل باستمرار شرح جوهر ما يجري لهم وسنحاول دفعهم إلى تفاعل أكثر موضوعية وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 والبيان الروسي الأميركي المشترك حول سورية الذي تم اعتماده من قبل رئيسي روسيا وأميركا في دانانغ.
إلى ذلك أشار ريابكوف إلى أن أعضاء لجنة مناقشة الدستور التي تم إقرارها في مؤتمر سوتشي تم تحديدها بشكل عام.
وأقر المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي في الثلاثين من الشهر الماضي لجنة مناقشة الدستور وتتألف من 150 شخصا ومهامها بأغلبية الأصوات.
وفي موضوع آخر أكد ريابكوف ضرورة استئناف الحوار بين روسيا والولايات المتحدة حول مسألة الدفاع الصاروخي وإجراء مناقشة موضوعية حوله وذلك في ضوء بروز العديد من القضايا الملحة المرتبطة بهذه المسألة.
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي على أنه ومن أجل التغلب على الجمود في العلاقات بين موسكو وواشنطن لا بد من التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات ومن بينها الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي والعمل على حل الأزمات الإقليمية والاقتصادية.
هذا وكان البنتاغون أصدر يوم الجمعة الماضي ما سمي العقيدة النووية الجديدة أعلن فيها عن مساع أميركية إلى تطوير رؤوس نووية وصفها بذات الطاقة المنخفضة.
وحول الملف النووي الإيراني قال ريابكوف نشهد اتخاذ خطوات لا تثير شكوكا في التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي فحسب بل تعني في جوهرها زيادة الضغط على إيران وفي هذه الظروف لا يمكنني تصور إعادة إطلاق مفاوضات حول الاتفاق ناهيك عن أن المطالب الأميركية لإيران بتقديم مزيد من التنازلات لن تجدي نفعا.
وأشار ريابكوف إلى وجود عدد من المسائل والقضايا لا تمت بصلة لمضمون الاتفاق النووي إلا أن الأميركيين يصرون بقوة على إدراجها في الأجندة الدولية ويتهمون إيران بكل الخطايا وينتقدونها لقيامها بما نعتبره انعكاسا لسعي هذه الدولة إلى ضمان مصالحها الوطنية.
وأضاف المسؤول الروسي أن الولايات المتحدة تمارس الابتزاز بدلا من الانخراط في حوار طبيعي وبالتالي لا يعقل أن يقدم أحد وهو هنا طهران تنازلات في ظل هذا الوضع مجددا التحذير من محاولة إعادة النظر في أحكام الاتفاق النووي لأن ذلك سيؤدي إلى نسفه ما سيفضى إلى عواقب وخيمة.
وأكد أن تعديل الاتفاق النووي الإيراني أمر مستحيل في ظل انعدام الثقة المتبادلة بين واشنطن وطهران وتصعيد الضغوط الأميركية على إيران.
وكانت إيران توصلت مع الدول خمسة زائد واحد في الـ 14 من تموز 2015 إلى اتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي غير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنذ توليه منصبه عمد إلى التشكيك في الاتفاق وهدد بإخراج بلاده منه رغم أنها كانت أحد المشاركين في التوقيع عليه.
من جهة أخرى رحب ريابكوف بإعلان الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن تعليق المناورات الجوية المشتركة فوق شبه الجزيرة الكورية خلال فترة أولمبياد الألعاب الشتوية في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية معربا عن رغبته بتمديد هذا التعليق.
وأشار ريابكوف إلى أن روسيا منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة وتعمل مع بيونغ يانغ وبكين حول هذا الموضوع وتدعو كل الأطراف إلى ضبط النفس نظرا لوجود فرصة لا يجوز تفويتها حاليا مشددا على ضرورة عدم السماح بموجة جديدة من المواجهة والتوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وتشهد شبه الجزيرة الكورية حالة من التوتر الشديد جراء المناورات العسكرية الاميركية الكورية الجنوبية المتكررة فضلا عن التهديدات الأميركية العدائية المتواصلة ضد كوريا الديمقراطية وقيام واشنطن مؤخرا بنشر منظومة ثاد الصاروخية في أراضي كوريا الجنوبية وهو ما تعتبره بيونغ يانغ تهديدا لأمنها القومي.