صحفية تشيكية: أوباما أنشأ تحالفا مع أنظمة ديكتاتورية لمحاربة “داعش”

براغ-سانا

انتقدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض بلدان الخليج لشن غارات جوية على مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقام تحالفا مع أنظمة ديكتاتورية تبدو سورية بالمقارنة معها معقلا للديمقراطية.

وقالت سبينتسيروفا في تحليل نشرته في الصحيفة الأدبية التشيكية اليوم “إن الإمارات العربية المتحدة حسب معطيات المركز الدولي لدراسة السجون الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له تسجن أكبر عدد من الناس مقارنة بعدد السكان في بعض الدول العربية” موضحة أن السلطات الإماراتية تسجن 238 شخصا لكل
100 ألف نسمة في حين تسجن السلطات البحرينية التي حلت في المرتبة الثانية 175 شخصا ثم تأتي السعودية التي تسجن 163 شخصا لكل 100 ألف نسمة .

وأضافت “في الوقت الذي تتم فيه الكتابة والبث بشكل احتفالي في وسائل الإعلام الغربية الرئيسية عن طيارة حربية من الإمارات شاركت في القصف فإنه يتم تجاهل عمليات القمع التي تتم في الإمارات بحق النساء وغياب حقوقهن واستمرار العمل بالعديد من القيود الأساسية في وجه النساء في الخليج”.

ورأت سبينتسيروفا أن الإقطاعية في الخليج تقف بإخلاص إلى جانب الغرب غير أن ذلك لا يسري على مواطنيها مشيرة إلى نشر أسماء جميع الطيارين السعوديين الذين شاركوا في الغارات على مواقع تنظيم داعش الإرهابي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر.

وأشارت الصحفية التشيكية إلى الأكاذيب الجديدة التي يعلنها أوباما مثل قوله إن سورية “تحولت إلى بؤرة تستقطب الجهاديين من كل أنحاء العالم لأن بعض الأراضي السورية لا تخضع لإشراف الحكومة” واصفة هذا القول بأنه محاولة من أوباما لإعادة كتابة التاريخ مبينة أن “الجهاديين” لم يأتوا إلى سورية لأن الحكومة لا تشرف على بعض الأراضي وإنما للقتال ضد الحكومة السورية.

وأكدت سبينتسيروفا أن الولايات المتحدة والسعودية وقطر هي من مول ودرب الكثير من هؤلاء المتطرفين الأمر الذي أوصل الأمور إلى قيام تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.

واستغربت سبينتسيروفا زج الولايات المتحدة أحدث الطائرات وصواريخ توماهوك في اليوم الأول من القصف على مواقع داعش في سورية مشيرة إلى أن كلفة عمليات اليوم الأول بلغت 79 مليون دولار أي أكثر بنحو 5 ملايين دولار مما كلف الهند إرسال مركبة ناجحة إلى المريخ.

ورأت سبينتسيروفا أن هذا الأمر أي الإنفاق العسكري هو أحد أهداف الحملة الجوية الأمريكية إضافة إلى جانب استمرار الإشراف على نفط الشرق الأوسط .

وكان أوباما أقر في اعتراف متأخر جدا بأن الولايات المتحدة أخطأت فى تقدير خطورة التنظيمات الارهابية فى سورية وأنها لم تتوقع أن يؤدي تأزم الوضع في سورية إلى تسهيل ظهور مجموعات متطرفة خطيرة على غرار تنظيم داعش الإرهابي ما يعكس تخبط الإدارة الأمريكية في مواقفها ومخططاتها التي تتركز من جهة على دعم الإرهابيين الذين يخدمون مصالحها في سورية والمنطقة ومحاولاتها احتواء الخطر المتنامي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي أوجدتها واشنطن وأجهزتها الاستخباراتية.

وتشير المعطيات إلى أن تنظيم داعش الإرهابي وسائر التنظيمات الإرهابية الأخرى ما كانت لتنتشر في المنطقة بهذه القوة لولا دعم مشيخات النفط وخاصة قطر والسعودية إضافة إلى حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لهذه التنظيمات الإرهابية.