حمص-سانا
الشابة السورية “بيداء لفلوف” توفيت والدتها في سن مبكرة ما اضطرها للعمل لتأمين احتياجات أسرتها متحدية الظروف التي تمنعها من تحقيق ما تصبوا إليه فعملت ليل نهار لتتحول خلال فترة قصيرة من عاملة في مشغل إلى ربة عمل لديها العديد من العمال وماكينات الخياطة.
وعن تجربتها قالت بيداء لنشرة سانا الشبابية .. “بدأت العمل في سن مبكرة بعد وفاة والدتي فقررت أن أكون على قدر المسؤولية في تأمين احتياجات أسرتي فعملت بمجالات كثيرة وفي النهاية اشتريت ماكينة خياطة مستعملة”.
تعلمت بيداء أساس مهنة الخياطة من خلال إعادة تصنيع الملابس وتدويرها لاخوتها خلال فترة الصيف.
وتمكنت بيداء من التعرف على أحد حرفيي مهنة الخياطة الذي عمل على تعليمها أصول المهنة لتنتقل بعدها للعمل الاحترافي فقررت دخول عالم المشاريع الصغيرة من خلال الحصول على قرض صغير يمكنها من تأمين مستلزمات مهنتها.
اشترت بيداء ماكينات جديدة وطاولة قص ولوازم خياطة وعملت على توسيع عملها لتصبح لديها ورشة متكاملة توفر فرص عمل للعديد من العاملات كما تساهم بتأمين دخل كريم لهن.
لم يقف طموح بيداء عند حد معين إذ تسعى دائما لتطوير أدواتها وتوسيع عملها حيث قالت .. “أصبحت لدي سمعة جيدة وبات الزبائن يقصدون مشغلي من أغلب أنحاء المحافظة كما انني أعمل ليل نهار دون كلل أو ملل” مشيرة إلى انه مع بداية العام الدراسي تزداد طلبيات تفصيل الملابس المدرسية بدءا من مرحلة الروضة وحتى الثانوية.
وأعربت بيداء عن سعادتها لتمكنها من تطوير إمكانياتها وانها لم تقف عند معاناتها بل تحدت ظروفها بالإرادة والتصميم ليصل طموحها أيضا لمساعدة الشابات في تعليمهن مهنة يستطعن من خلالها تأمين احتياجاتهن.
وهذا ما أكدته الشابة “أميرة الكوسا” خريجة معهد حيث قالت .. “درست تلمذة صناعية وتعلمت الكثير خلال سنوات دراستي وبعد حصولي على الشهادة الثانوية بدأت رحلة البحث عن عمل إلى أن وجدت ضالتي في السيدة بيداء التي استقبلتني ولم تبخل علي بعلمها وبدأنا العمل سوية فتعلمت منها أشياء كثيرة منها فن المعاملة الجيدة مع الزبائن”.
سكينة محمد