درعا-سانا
يتيح فصل الشتاء ببرودته وامطاره مصدر دخل مؤقت لعدد من أبناء مدينة درعا من خلال أعمال موسمية ترتبط بطبيعة المنطقة ويلجأ الكثيرون لبيع الفول النابت والترمس على العربات وهي مهنة بسيطة لا تحتاج لرأسمال كبير ومردودها المادي جيد.
يتوزع باعة الفول النابت على أحياء مدينة درعا وخاصة قرب التجمعات الكبيرة في الأسواق التجارية المتعددة وقرب المدارس والدوائر الحكومية حيث تتمتع هذه المناطق بحركة كثيفة من المواطنين بمختلف شرائحهم لعل أحدهم تشده عربة الفول وتستوقفه لبضع ثوان ليتناول صحنا صغيرا منه أو كأسا من مرقة الفول أو زبدية من الترمس المبهر.
إبتسامة بائع الفول النابت ودعواته للناس لترغيبهم بشراء ما لديه وتزيين العربة بالليمون وبعض الورود الصناعية شكل من أشكال الدعاية البسيطة التي يمارسها بائع الفول لجذب انتباه المارة.
أبو أحمد أحد باعة الفول النابت قرب مدرسة إسماعيل أبو نبوت يقف منذ السادسة صباحا وحتى الرابعة عصرا ليبيع ما لديه والإبتسامة اللطيفة لا تفارقه ويرى الرجل أن عربة الفول مصدر دخله الوحيد ولذلك يعمل على تحضير الفول جيدا حتى يستطيع تقديمه بنكهة لذيذة وسعر مقبول.
ويضيف أبو أحمد: أنه يصحو في الثالثة فجرا ليبدأ إعداد الفول المنقوع قبل نحو 30 ساعة حتى يتمكن من تقديمه في السادسة صباحا طازجا وبدرجة إستواء كاملة ويؤكد أن تناول الفول النابت شتاء يعطي شعورا بالدفء أما الترمس فله فوائد غذائية متعددة.
ويشير إلى أن المنافسة مع الباعة الآخرين تتطلب أن يحضر الفول جيدا وأن يبيعه بسعر مقبول يتراوح بين 100 ليرة للكأس الصغير و200 ليرة للزبدية الكبيرة مع إضافة البهارات التي تعطيه نكهة لذيذة كالكمون والملح وعصير الليمون وبعض الفلفل الأحمر الحاد حسب الطلب.
أبو إسماعيل هو الآخر بائع فول نابت يتخذ من سوق خضار حي الكاشف مكانا يبيع فيه الفول النابت للناس ويرى أن مجلس مدينة درعا كان عونا له فهو لم يعان من أي تعقيدات أو تضييق حتى يتمكن من كسب لقمته اليومية مشيرا إلى أنه يستفيد كثيرا من الحركة التي يشهدها سوق الخضار إضافة لطلاب المدارس المجاورة للسوق ما يسمح له ببيع كامل كمية الفول التي يعدها بشكل يومي.
ويتمتع باعة الفول النابت بلباقة مميزة وكرم فهم يستقبلون الزبائن بلطف واضح ويعمدون إلى دفع الزبائن لتذوق الفول قبل بيعه.
هكذا ببساطة وبتكاليف قليلة أوجد العديد من أبناء درعا مصادر دخل لهم تكفي احتياجاتهم اليومية وتقيهم من الحاجة أو الاقتراض.
لما المسالمة