الشريط الإخباري

أفغانستان بعد17عاما من التدخل الأمريكي.. إرهاب يزداد وشعب يذبح

دمشق-سانا

دوامة من الإرهاب والعنف وعشرات آلاف الضحايا نتائج سنوات طويلة من التدخل الأمريكي في أفغانستان بذريعة محاربة الإرهاب لكن النتيجة كانت غرق البلاد في حالة من الفوضى وتحول الشعب الأفغاني إلى ضحية هذا التدخل الذي تجاوزت آثاره الكارثية حدود أفغانستان.

الغزو الأمريكي لأفغانستان منذ 17 عاما حول هذا البلد إلى بؤرة لانتشار وتغذية الإرهاب لتؤكد الحقائق والوقائع من جديد أن سياسات وممارسات واشنطن لا تغدو كونها تأتي في سياق “صب الزيت على النار” في الوقت الذي ثبت فيه كذب ادعاءاتها في محاربتها للإرهاب.

وفي مفارقة تعكس زيف الشعارات التي ترفعها الولايات المتحدة حول مكافحة الإرهاب افتتحت حركة “طالبان” التي تدعي واشنطن محاربتها في أفغانستان “مكتبا سياسيا” في الدوحة عاصمة مشيخة القطر التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة.

سياسات واشنطن وتدخلاتها في افغانستان وغيرها من الدول ساهمت في ظهور تنظيمات إرهابية ومجموعات متطرفة وهذا ما أكده مسؤولون أمريكيون بمن فيهم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي أقرت في كتاب لها بأن الولايات المتحدة ساهمت في تأسيس وتمويل منظمات متطرفة في الشرق الأوسط وأفغانستان.

كما نشر مؤخرا مقطع فيديو لكلينتون تعترف فيه بأن أمريكا هي التي صنعت تنظيم القاعدة ومولته في أفغانستان منذ 20 عاماً.

الدور العسكري الأمريكي في أفغانستان جاء بنتائج تتناقض تماما مع ذرائع وجوده حيث ازدادت الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والقوات الحكومية وتدهورت الأوضاع الأمنية والإنسانية بشكل كبير لتنعكس بشكل مباشر على المدنيين الذين يعيشون في ظل ظروف مأساوية يرثى لها إضافة إلى سقوط آلاف الضحايا بصواريخ الطائرات الأمريكية.

واشنطن وحلفاؤها حاولوا وفق موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي إضفاء الشرعية على وجودهم العسكري في أفغانستان تحت شعار “جلب الحرية والديمقراطية للشعب الأفغاني” لكن الأفغان لم يحصدوا إلا الفقر والقتل والتشريد وعدم الاستقرار جراء هذا التدخل.

إن الوقائع والحقائق الدامغة أثبتت خلال العقود الماضية إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تنظر فقط إلى مصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية بعيدا عن مصالح الشعوب وحقوقها وانها عملت على إنشاء وتمكين التنظيمات الإرهابية في أكثر من منطقة من العالم.. بينما لم يقدم المسؤولون الأمريكيون أي تفسير واضح لاستمرار وجود بلادهم العسكري في أفغانستان رغم ثبوت فشله والكلفة البشرية والمادية التي تكبدتها الولايات المتحدة هناك حيث بلغ عدد القتلى الأمريكيين أكثر من 2300 إضافة إلى نحو ألف مليار دولار من التكاليف والخسائر المادية.

وبعد 17 عاما يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها قرروا ترك الشعب الأفغاني لمصيره في مواجهة الإرهاب والتطرف الذي تنامى في هذا البلد تحت رعاية الجيش الأمريكي ليحصد أرواح الأبرياء في اعتداءات إرهابية شبه يومية دون تمييز بين رجل وامرأة وطفل آخرها هجوم شنه مسلحون اليوم على مقر منظمة تعنى بالأطفال في مدينة جلال أباد وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين.

نورس شاهين-باسمة كنون