طهران-سانا
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن معارضة أغلبية أعضاء مجلس الأمن الدولي مناقشة الشأن الداخلي الإيراني تمثل هزيمة للسياسة الخارجية الأمريكية.
وأوضح ظريف في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر فجر اليوم بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للأحداث الأخيرة في إيران أن عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بطلب من الإدارة الأمريكية حول أعمال الشغب الأخيرة في إيران ومعارضة أغلبية أعضاء المجلس مناقشة الشأن الداخلي الإيراني يشكل هزيمة جديدة للسياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفت ظريف إلى أن مجلس الأمن رفض المحاولة المفضوحة الرامية إلى سلب مسؤوليات المجلس حيث أكدت أغلبية الأعضاء على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي وتفادي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وكانت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت بطلب من الولايات المتحدة شددت في ختام أعمالها على ضرورة احترام حق الشعب الإيراني في الاحتجاج معتبرة أن أعمال الشغب الأخيرة شأن داخلي ولا تشكل تهديدا على السلم والأمن الدوليين وأن طرح هذه القضايا يعد خارج نطاق المسؤوليات المنوطة له.
إلى ذلك أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أمير عبد اللهيان أن تدخلات أمريكا وحلفائها في المنطقة نتج عنها النمو المتزايد للإرهاب وانعدام الأمن العالمي.
وقال عبد اللهيان في تصريح اليوم.. إن مراجعة التدخلات الأخيرة الوقحة لأمريكا وحلفائها تثبت أن اضطرابات الأسبوع الماضي جرى التخطيط لها من خلال حث الشباب وإثارة الشغب وزعزعة الأمن ودخول زمرة خلق الإرهابية بفاعلية إلى الساحة وتوجيه إرهابيي “داعش” نحو إيران مؤكداً أن يقظة الشعب وإجراءات أجهزة الأمن والشرطة في الوقت المناسب أفشلت مخطط العدو.
وشهدت بعض المدن الإيرانية خلال الأسبوع الماضي مظاهرات غير قانونية بحجة الاعتراض على الأحوال الاقتصادية والمعيشية لكنها تحولت بسرعة إلى أعمال فوضى وشغب بالتوازي مع إعلان الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي دعمهما المطلق لأعمال الشغب.
في سياق متصل أكدت لجنة حقوق الإنسان التابعة للسلطة القضائية في إيران أن تدخل دول معينة بالشؤءون الداخلية للبلاد والتحريض على الشغب يشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وكانت إيران وجهت أمس رسالة احتجاج إلى الأمين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولى حول تدخل الولايات المتحدة في شؤون إيران الداخلية ودعمها للأعمال التخريبية فيها.
وقالت اللجنة في بيان لها اليوم: إن “بلدانا معينة اتخذت منذ البدء مواقف داعمة لاعمال الشغب وممارسات العنف التي طالت أمن المواطنين وسلامتهم في إيران ونفذها اشخاص مرتبطون بمجموعات إرهابية” مشددة على ضرورة التمييز بين حق التظاهر السلمي الذي يضمنه الدستور وتطبقه البلاد وبين ممارسات العنف والشغب.
وأدانت اللجنة في بيانها قيام دول تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان بالترويج للعنف والتخريب في ايران.
وشددت اللجنة على ضرورة الحفاظ على امن المواطنين الايرانيين وحقوقهم ومواجهة ممارسات العنف والتخريب لافتة الى ان السلطات الايرانية لم تطبق أحكام الطوارئ التي ضمنها الدستور الايراني رغم تعرضها للكثير من الازمات خلافا لدول غربية عديدة سارعت لتطبيق هذه الأحكام فور تعرضها لأي حدث.
يذكر أن غالبية المدن الإيرانية بما فيها العاصمة طهران تشهد منذ أربعة ايام مسيرات شعبية حاشدة دعما للقيادة الايرانية وتنديدا بأعمال الشغب والعنف التي طالت ممتلكات الشعب ومؤءسساته وبالتحريض الذي تمارسه الولايات المتحدة وممالك ومشيخات الخليج ضد إيران.
أكد محمود واعظي رئيس مكتب الرئاسة الايرانية أن جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت الليلة الماضية سجلت انتصارا آخر للشعب الايراني وفشلا كبيرا يدرج في سجل ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال واعظي إن “الرفض الصريح لأغلبية أعضاء مجلس الأمن استغلال الولايات المتحدة المجلس لفرض ضغوط على ايران بذريعة اعمال الشغب التي شهدتها بعض المناطق الإيرانية يمثل حدثا مبشرا بفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية” لافتا إلى أن هذا الرفض أثبت أن مساعي إدارة ترامب ضد إيران لن تنتج إلا المزيد من العزلة للولايات المتحدة.
وكانت جلسة مجلس الامن الدولى التى عقدت بطلب من الولايات المتحدة شددت فى ختام اعمالها على ضرورة احترام حق الشعب الايرانى فى الاحتجاج معتبرة أن اعمال الشغب الاخيرة شأن داخلى ولا تشكل تهديدا على السلم والامن الدوليين وأن طرح هذه القضايا يعد خارج نطاق المسؤوليات المنوطة به.
وأوضح واعظي أن هذا الانتصار لم يأت إلا نتيجة لصمود الشعب الايراني وعلى خلفية النشاط الدبلوماسي الذكي للحكومة الايرانية ما جعل الولايات المتحدة تجرب عزلة عالمية أكثر من ذي قبل في مواجهتها للمواقف المبدئية لإيران.