السويداء-سانا
نظمت مديرية الثقافة بالسويداء بالتعاون مع فرعي نقابتي الفنانين في المنطقة الجنوبية والمعلمين أمسية تكريمية للفنان الراحل نجيب أبو عسلي بمناسبة مرور 40 يوما على وفاته.
وتخلل الأمسية التي أقيمت مساء اليوم على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بمدينة السويداء عرض مادة فيلمية عن مسيرة الراحل الفنية وتقديم عدد من الأناشيد والأغاني الشعبية من أعماله ومنها نشيد “كل عام وأنتم بخير وصفق المجد” وأغاني “لاكتب ورق وارسلك ويا جاي على ديرتنا” أدتها فرقة “الأنغام العربية” بقيادة الفنان أدهم عزقول.
مدير الثقافة بالسويداء منصور حرب هنيدي أشار خلال الأمسية إلى أن الفنان أبو عسلي كان قامة إبداعية وتربوية تتلمذ على يديه عدد كبير من المدرسين والمبدعين عبر سنوات عطائه الطويل المستند إلى تراكم معرفي وموسيقي ثر وعشق الفن وتمسك بالأصالة وتراث الآباء والأجداد معتبرا أن التكريم الحقيقي يبدأ بجمع وأرشفة إرثه الفني ووضعه في متناول الأجيال القادمة ومتابعة الفنانين والمهتمين بالشأن الموسيقي في المحافظة على مشروعه الفني وتطويره.
بدوره لفت نقيب الفنانين في المنطقة الجنوبية الفنان معن دويعر إلى ما تميزت به مسيرة أبو عسلي الفنية الكبيرة وما قدمه بأنغامه وموسيقاه من أثر سيظل محفورا في الذاكرة والوجدان.
من جهته أشار رئيس فرع نقابة المعلمين بالسويداء سليم السلمان إلى أن أبو عسلي كان قامة وطنية وفنية واجتماعية كبيرة في المحافظة ورائدا موسيقيا بارعا وموثقا للتراث الشعبي في السويداء بأسلوب حضاري جميل وصياغة موسيقية تعبق بالأصالة فكان مرجعا فنيا عبرت أغانيه الملتزمة عن حبه الشديد لعمله وإخلاصه لبلده.
بدورها تحدثت زوجة أبو عسلي الماسة عبد الدين عن صفات وخصال الراحل وعشقه للموسيقا وآلة العود التي التصق بها مشيرة إلى أنه قدم خلال مسيرته الموشحات والأناشيد الوطنية والأوبريتات والأغاني الشعبية إضافة إلى تفانيه في إحياء وتلحين وتنويط وتدوين وتوثيق تراث المحافظة.
وفي كلمة لطلاب وأصدقاء أبو عسلي لفت الفنان يحيى رجب الذي رافقه لأكثر من ربع قرن إلى أن الفنان الراحل ترك بصمات كثيرة على ساحة العمل الفني في سورية وكان غيورا على الحركة الموسيقية فيها مؤكدا مواصلة جميع محبيه وطلبته وأصدقائه السير على الدرب الذي رسمه.
يذكر أن الفنان أبو عسلي ولد في السويداء عام 1935 وحصل على الشهادة الثانوية عام 1955 ونتيجة لحبه للموسيقا ولآلة العود تخلى عن دراسة الطب في ألمانيا وسافر إلى مصر عام 1965 ليدرس في المعهد العالي للتربية الموسيقية فنال شهادته بدرجة امتياز وعاد إلى سورية وباشر بتأسيس وتدريب الفرق الموسيقية وفرق الغناء الجماعي “كورال” واهتم بالفن الشعبي وإحياء التراث.
لحن لمنظمة طلائع البعث ثلاثة أوبريتات من كلمات الشاعر شريف ناصيف هي “تشرين يعلم الأطفال والأطفال والعيد وقطار المستقبل” نالت كلها الدرجة الأولى على مستوى سورية كما لحن نشيد المرأة العربية للاتحاد النسائي إضافة لتقديمه الأناشيد والموشحات والأغاني الشعبية موزعة توزيعا كوراليا نالت الجوائز الأولى واستمر في عطائه حتى وفاته.