أنتويرب-بلجيكا-سانا
بدأت في مدينة انتويرب البلجيكية اليوم محاكمة 46 شخصا بينهم 38 يحاكمون غيابيا من مجموعة متطرفة تطلق على نفسها “الشريعة لبلجيكا الإسلامية” بتهمة تجنيد شبان وإرسالهم للقتال ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 16 شخصا أبرزهم العقل المدبر للمجموعة المدعو فؤاد بلقاسم يحاكمون كقادة “منظمة إرهابية” حيث يواجهون احتمال عقوبة السجن لمدة عشرين عاما.
ووفقا لتقارير وأدلة فإن بلقاسم يعد الأكثر تطرفا في مسائل تجنيد الشبان حيث ضاعف خطبه في الشوارع وأشرطة الفيديو في وقت لم يتوجه إلى سورية مطلقا خلافا لأغلبية أعضاء المجموعة ولكنه يقف وراء مغادرة كثيرين إلى هناك.
وأوقفت السلطات البلجيكية بلقاسم في نيسان من العام الماضي أثناء حملة للشرطة في انتويرب ومنطقة بروكسل شملت 48 عملية دهم.
بدورهم يحاكم المتهمون الآخرون كأعضاء في المجموعة ومن بينهم جيون بونتنيك وهو بلجيكي يبلغ من العمر 19 عاما أمضى ثمانية أشهر في سورية.
ويتهم بونتنيك بالانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي بين شهري شباط وتشرين الأول من العام الماضي بينما رفع هو شكوى متهما عددا من الموقوفين معه الذين يشتبهون بأنه جاسوس أنهم قاموا بسجنه في سورية حيث يؤكد أنه تشارك لبعض الوقت الزنزانة نفسها مع جيمس فولي الرهينة الأميركي الذي قطع رأسه والصحفي البريطاني الرهينة جون كانتلي.
وسيدلي بونتنيك الذي اعتنق الإسلام عن طريق المجموعة بإفادته كشاهد اتهام رئيسي ووفقا لمصادر قضائية فإن 38 من أفراد المجموعة يحاكمون غيابيا لأنهم ما زالوا في سورية أو قتلوا هناك.
وكانت مجموعة “الشريعة لبلجيكا الإسلامية” التي تأسست عام 2010 أعلنت أنها حلت نفسها قبل عامين ولكن عناصرها يواجهون تهمة الاستمرار بتجنيد عشرات الشبان للتوجه إلى سورية والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيها.
وبحسب تقارير استخباراتية فإن من أصل 300 أو 400 بلجيكي يشاركون في القتال ضمن التنظيمات الإرهابية في سورية هناك عشرة بالمئة من المحيطين أو المقربين من هذه المجموعة.
يذكر أن هذه المحاكمات تأتي في سياق الإجراءات التي بدأت تتخذها الدول الغربية بعد تزايد المخاوف من خطر عودة الإرهابيين الذين تم تجنيدهم سابقا للقتال في سورية إلى دولهم وتنفيذهم عمليات على أراضيها.
ويأتي ذلك بعد أن قدمت هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة مختلف أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية وسهلت وصول آلاف الإرهابيين الأجانب من مختلف دول العالم إليها.