سياسيون وباحثون من مصر والعراق: أهداف تنظيم “داعش” الإرهابي تلتقي مع أهداف إسرائيل

القاهرة-سانا

أكد عدد من السياسيين والباحثين المصريين والعراقيين أن أهداف تنظيم “داعش” الإرهابي تلتقي مع أهداف “إسرائيل” التوسعية والاستيطانية محذرين من مخاطر الفكر المتطرف على مستقبل الدول العربية وصورة الإسلام الذي تتستر به جماعات تسعى لتدمير الدول الوطنية.

وقال سفير العراق بالقاهرة ضياء الدباس في افتتاح ندوة أقيمت بمقر السفارة العراقية بالقاهرة تحت عنوان “الأبعاد السياسية والأمنية والدينية لفكر وممارسات تنظيم داعش الإرهابي”: “إن التنظيم الإرهابي الذي ارتكب ابشع الجرائم في سورية والعراق اعتدى على أتباع الديانات السماوية كلهم مسلمين ومسيحيين باسم الإسلام الحنيف زورا وبهتانا”.

وأكد الدباس أن الإرهاب بات خطرا داهما لا منجي منه إلا بتضافر الجهود من أجل مكافحته والقضاء عليه وأضحى ذلك ضرورة ملحة حفاظا على مستقبل الدولة الوطنية مشيرا إلى أن الهدف من الندوة هو طرح الأفكار والرؤى والتحليلات الخاصة بتنظيم “داعش” الإرهابي تمهيدا لوضع تصورات عملية لمكافحته.

بدوره قال المفكر والكاتب المصري الدكتور مصطفى الفقي: “إن الإرهاب كل لا يتجزأ وإن /داعش/ نبتت من القاعدة وتيارات الإسلام السياسي على اختلافها وولدت من رحم جماعة الإخوان المسلمين ” مؤكدا ان قوى أجنبية صنعت من مرتزقة أجانب ومتأسلمين تنظيم /داعش/ ليكون اقرب للجريمة المنظمة.

وأضاف الفقي ليس في الإسلام ما نشهده من ممارسات الذبح والقتل البشع ونحن لا ننتمي لهم وهم لا ينتمون الينا فنحن مستهدفون والعراق بلد له خصوصية وكان منارة للعلم والحضارة في العصر العباسي وبه موارد مادية وبشرية ضخمة وتعرض لهجمة شرسة في السنوات الأخيرة تماما مثل سورية وأيضا مصر.

ولفت الفقي إلى أن الحكومة التركية ليست بعيدة عما يحدث اذ ان لها مطامع في الموصل وشمال العراق وكذلك في سورية وفي البحث عن المستفيد نجد أن إسرائيل مرتاحة لحل الجيش العراقي ومحاولات استهداف الجيش العربي السوري وإشغال الجيش المصري بمكافحة الإرهاب.

وشدد الفقي على أن الخطر الذي يستهدف الأمة العربية كلها مشترك داعيا إلى تضافر الجهود العربية والإسلامية لمواجهة همجية الإرهاب والتطرف والتمسك بالوحدة من أجل صناعة مستقبل أفضل.

من جهته حذر الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر من أن الفكر المنحرف يحرف الإسلام الصحيح ويقوم على القياس الخاطئ والاستدلالات الخاطئة في مفهوم الجهاد والتدين السطحي والاقتصار على الشكل دون المضمون.

وأشار كريمة إلى تقصير المؤسسات الدينية في مكافحة الفكر المنحرف مطالبا بتدابير وقائية تقوم على تعلم الدين الصحيح وفقه الواقع وضبط مصطلحات الإمامة والخلافة والشريعة فالدولة في الإسلام مدنية يعظم فيها الإسلام.

كما طالب كريمة وزراء الأوقاف ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية البدء بعلاج ناجح يصوب الفكر الخاطئ من خلال عمل مؤسسي عربي وإسلامي على المستوي الإقليمي والعالمي بعيدا عن الشجب والإدانة وسن تشريعات حاسمة ضد فكر الخوارج إلى جانب مواجهة الجماعات المسلحة بالقوة حتى تعود إلى الطريق القويم.

وأكد مستشار الشؤون العربية في المؤتمر الوطني العراقي حمد أبو جلل أن تنظيم “داعش” الإرهابي يقتل العراقيين من كل المكونات مطالبا وسائل الإعلام العربية بمساندة العراق في محنته التي يتعرض لها بمواجهة هذا التنظيم الإرهابي.