النابلسي: التحالف ضد الارهاب خدعة أمريكية من أجل خلق توازنات جديدة في المنطقة

بيروت- سانا

أكد العلامة اللبناني الشيخ عفيف النابلسي أن أهداف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب تنظيم دولة العراق والشام الارهابي بدأت تتكشف شيئا فشيئاً لتوضح انه يرتبط ارتباطاً مباشراً بموازين القوة وكيفية توزعها بين قوى مناوئة للتحالف مثل روسيا وايران وقوى متعاونة معه مثل تركيا والسعودية.

واعتبر النابلسي في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم تحت عنوان التحالف ضد الارهاب خدعة أمريكية جديدة ان التحالف الذي يلبس لبوس مواجهة الارهاب يحاول اليوم أن يتقدم بشكل آخر وبأسلوب آخر في سبيل خلق توازنات جديدة تتشكل بعد تدمير البنية التحتية المدنية والاقتصادية لسورية.

واشار النابلسي الى ان القضية ليست كما يصورها الإعلام الغربي بحجم توحش هذا التنظيم وارتكابه للمجازر والفظائع المروعة والابادات الجماعية والدموية البشعة والتطهير العرقي وتهجير آلاف العراقيين والسوريين واستيلاء التنظيم المذكور على بعض آبار النفط لان كل ذلك لم يكن ليلقى بالاً لدى عواصم دول
التحالف ولكن القضية متعلقة بخلق توازنات جديدة .

وأضاف النابلسي ان هذا التحالف الذي يتحدث الاعلام عن ضربه تجمعات ومقار ومواقع لداعش هو نفسه الذى كاد أن يضرب سورية المقاومة ومراكز الجيش السوري الاستراتيجية قبل سنة من الان وفشل بفعل تصميم الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد على الرد على أي عدوان خارجي يستهدف الاراضي السورية.

وأشار النابلسي الى أن تضخيم داعش الى هذا الحد هو لتسهيل التدخل الأمريكي المباشر على خط الصراع الدائر في المنطقة بين محور المقاومة والمحور الذي ترعاه هي بنفسها بأدواتها من اسرائيل وتركيا الى الممالك الخليجية وغيرها من الدول التى أعتلت أفهامهما فلم تعد تجد نفسها الا تابعة وملحقة بالركب الاميركي.

ورأى النابلسي أنه بعدما فشلت كل المحاولات السابقة في رسم خريطة جديدة للمنطقة تبدأ من سورية ها هي أميركا تستعيد الوهم مرة أخرى وبظنها أن بمقدورها في هذه الفترة أن تخلط الأوراق والحسابات والمعادلات لتجسيد واقع ينجح في إبعاد روسيا عن البحر المتوسط وعزل ايران الى أن تطلب التسوية المذلة أو الرحمة وارغام حزب الله على التراجع.

وأوضح النابلسي اننا أمام تطورات تتشابك فيها ملفات تبدأ من أوكرانيا والملف النووي الايراني الى اليمن والبحرين وخط النار العريض من العراق حتى سورية الى عرسال وجرودها في لبنان ما يؤشر الى أن المنطقة مقبلة على أوضاع أكثر سخونة وأشد قساوة من السنين الثلاث الماضية بسبب حجم التناقضات وتفرعاتها التي سنحتاج معها الى حذر شديد ومراقبة لطبيعة التطورات حتى لا نسمح لأميركا باستغلال أى ثغرة لإنجاح مخططاتها.

وقال نحن أمام غزو جديد يسعى لضرب التنظيمات الإرهابية المتشددة ولكن عينه على سورية قيادة وجيشاً صحيح أن فى المشهد ارتباكاً لكن أميركا تدور عندما لا تستطيع التقدم الى الأمام مباشرة ولكنها لا تتوقف مؤكداً ضرورة الا يتوقف محور المقاومة ولا يتزحزح عن مواقعه التي اكتسبها بفعل الصمود.

وختم النابلسي مقاله بالقول يجب علينا أن نعرف موقعنا في هذه التبدلات الجديدة بحيث لا تنطلى علينا الخدعة الامريكية وان بدأ أن الارهاب يقاتل الارهاب فالمسالة الأخطر هي بالتأكيد ما بعد هذه المرحلة ماذا ينتظرنا كشعوب ودول من هذه الحركة أو هذا المسار من العمليات العسكرية المفتوحة على أكثر من صعيد التي تبدو تكتيكية ولكنها استراتيجية بعمقها وأهدافها متسائلا00 هل نقف إزاء ما يجري مدهوشين أم عازمين على المواجهة بالوعي والاستعداد والشهادة.